أحرف بوازنها ، أي بقدرها ، وأن في هذه الجيمات الثلاث عند القوم لغزا بديعا من يحلله ، فقد حل ذروة المعرفة وركب سنام الحقيقة ، فإذا رأيت الثور ـ وهو أحد البروج التي تقطعها الشمس في حركتها الظاهرية جنوبي مدار السرطان في فصل الربيع ـ تتقارن فيه الجيمات الثلاث وتجتمع شر اجتماع ، فاعلم بأن النحس كله نصيب الذي قد باء بالخذلان ، فإن كل جيم منها نحس على صاحبها ، فإذا اجتمعت كانت نحوسا وكانت أشأم طالع ، فاحكم بطالعها النحس لمن حصلت له هذه الجيمات الثلاث واقترنت فيه بأن جمع بين القول بالجبر والإرجاء والتجهم بانخلاعه من ربقة الإيمان وعري اليقين.
* * *
فاحمل على الأقدار ذنبك كله |
|
حمل الجذوع على قوى الجدران |
وافتح لنفسك باب عذر إذ ترى |
|
الأفعال فعل الخالق الديان |
فالجبر يشهدك الذنوب جميعها |
|
مثل ارتعاش الشيخ ذي الرجفان |
لا فاعل أبدا ولا هو قادر |
|
كالميت أدرج داخل الأكفان |
والأمر والنهي اللذان توجها |
|
فهما كأمر العبد بالطيران |
وكأمره الأعمى بنقط مصاحف |
|
أو شكلها حذرا من الألحان |
وإذا ارتفعت دريجة أخرى |
|
رأيت الكل طاعات بلا عصيان |
إن قيل قد خالفت أمر الشرع قل |
|
لكن أطعت إرادة الرحمن |
ومطيع أمر الله مثل مطيع ما |
|
يقضي به وكلاهما عبدان |
عبد الأوامر مثل عبد مشيئة |
|
عند المحقق ليس يفترقان |
فانظر إلى ما قادت الجيم الذي |
|
للجبر من كفر ومن بهتان |
الشرح : هذا خطاب لصاحب الجيم الأولى وهي جيم الجبر الذي يزعم بأن الإنسان لا قدرة له ولا اختيار ، وأنه مجبور على ما يقع منه من أفعال فهي ليست أفعالا له على الحقيقة ، وإنما تنسب إليه على جهة المجاز ، كما يقال : طلعت الشمس وهبت الريح ، فالأفعال والتكليف بها والثواب والعقاب عليها ، كل ذلك