والكفر والطاعة والمعصية وينفض يده من أحكام الشريعة كلها ولا يفرق بين أمر ونهي ولا يرى ذلك لازما لأحد بل يرى ارتكاب المنهيات عبادة يتقرب بها إلى الله ما دامت موافقة للإرادة ، فأي كفر أقبح من هذا. نعوذ بالله من الضلال والخذلان. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* * *
وكذلك الأرجاء حين تقر |
|
بالمعبود تصبح كامل الإيمان |
فارم المصاحف في الحشوش |
|
وخرب البيت العتيق وجد في العصيان |
واقتل إذا ما اسطعت كل موحد |
|
وتمسحن بالقس والصلبان |
واشتم جميع المرسلين ومن أتوا |
|
من عنده جهرا بلا كتمان |
وإذا رأيت حجارة فاسجد لها |
|
بل خر للأصنام والأوثان |
وأقر أن الله جل جلاله |
|
هو وحده الباري لذي الأكوان |
واقر أن رسوله حقا أتى |
|
من عنده بالوحي والقرآن |
فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا |
|
وزر عليك وليس بالكفران |
هذا هو الارجاء عند غلاتهم |
|
من كل جهمي أخي الشيطان |
الشرح : الارجاء في اللغة معناه التأخير ، ومنه سميت المرجئة لأنهم يؤخرون الأعمال عن الإيمان ، ويقولون لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا تنفع مع الكفر طاعة. والإيمان عندهم هو مجرد الاقرار بأن الله هو الخالق للموجودات فمتى أقر العبد بذلك أصبح عندهم كامل الإيمان ، وليس عليه بعد ذلك حرج أن يرتكب ما شاء من معصية أو يقصر في طاعة فليرم المصاحف إن شاء في الحشوش أي في بيوت الخلاء امتهانا لها ، وليخرب الكعبة البيت الحرام وينقض بنيانها ، وليجتهد في ارتكاب كل موبقة ، وليقتل إن استطاع كل نفس مؤمنة ، وليذهب إن شاء الى الكنيسة متبركا بالقس عابدا للصليب وليسب جميع المرسلين ومن أرسلهم سبحانه علنا ومجاهرة ، وليسجد لكل ما قابله من صنم ووثن فإن ذلك كله وغيره لا ينقص من إيمانه مقدار خردلة عندهم ما دام يقر بأن الله جل