شأنه هو الفاطر للكائنات وما دام يقر بأن محمدا رسول الله الذي أرسله بالوحي والقرآن ، فإن كل ما عدا ذلك ليس إلا ذنوبا لا توقع صاحبها في الكفر. هذا هو معنى الإرجاء عند غلاة المرجئة الجهمية إخوان الشيطان وأهل البهت والكفران ، وأما الارجاء الذي ينسب إلى بعض السلف كالحسن البصري وغيره ، فمعناه التفويض في أمر مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب منها بمعنى عدم القطع له بشيء ، بل إن شاء الله عذبه عليها وإن شاء عفا عنه ، فهذا الإرجاء لا يضر بل هو مذهب أهل الحق قابلوا به قول الخوارج إن مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب منها فهو كافر مخلد في النار.
* * *
فأضف إلى الجيمين جيم تجهم |
|
وانف الصفات وألق بالارسان |
قل ليس فوق العرش رب عالم |
|
بسرائر منا ولا إعلان |
بل ليس فوق العرش ذو سمع ولا |
|
بصر ولا عدل ولا إحسان |
بل ليس فوق العرش معبود سوى |
|
العدم الذي لا شيء في الأعيان |
بل ليس فوق العرش من متكلم |
|
بأوامر وزواجر وقران |
كلا ولا كلم إليه صاعد |
|
أبدا ولا عمل لذي شكران |
إني وحظ العرش منه كخط ما |
|
تحت الثرى عند الحضيض الداني |
بل نسبة الرحمن عند فريقهم |
|
للعرش نسبته إلى البنيان |
فعليهما استولى جميعا قدرة |
|
وكلاهما من ذاته خلوان |
هذا الذي أعطته جيم تجهم |
|
حشوا بلا كيل ولا ميزان |
الشرح : عرفنا ما جنته جيم الجبر من نفي مسئولة العبد عن فعله وإلقاء اللوم كله على القدر وما انتهت إليه من التسوية بين الإيمان والكفر والطاعة والمعصية ، وعرفنا كذلك ما جنته جيم الارجاء من الإغراء بفعل المعاصي والمنكرات والتراخي وفي أداء الواجبات اتكالا على الإيمان الناقص المبتور ، وأما ثالثها وهي جيم التجهم نسبة إلى رأس الفتنة الجهم بن صفوان الترمذي أمام أهل