وهو الذي حقا على العرش استوى |
|
لكنه استولى على الأكوان |
وإليه يصعد كل قول طيب |
|
وإليه يرفع سعي ذي الشكران |
والروح والأملاك منه تنزلت |
|
وإليه تعرج عند كل أوان |
وإليه أيدي السائلين توجهت |
|
نحو العلو بفطرة الرحمن |
وإليه قد عرج الرسول فقدرت |
|
من قربه من ربه قوسان |
الشرح : يعني أن أهل السنة والجماعة قالوا لهذا السائل أن الذي تطلبه وتجد في البحث عنه ، وتقول انك لم تجده في واحدة من الجهات الست هو في جهة الفوق ، فهو العلي بذاته فوق عباده ، وفوق السموات السبع ، وفوق كل مكان من أمكنة هذا العالم الوجودية ، وهو هناك مستو على عرشه استواء حقيقيا بمعنى العلو والارتفاع ، لا كما يزعم الجهم وأتباعه من أن معنى استوائه على العرش هو استيلاؤه عليه ، فإنه لا معنى لتخصيص العرش بذلك ، اذ هو سبحانه مستول على جميع الأكوان التي من جملتها العرش ، وإليه هناك يصعد كل قول طيب ، ويرفع كل عمل صالح ، كما قال تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر : ١٠] ومن عنده تتنزل الملائكة والروح وإليه تعرج في كل الآنات وفي جميع الأوقات ، كما قال تعالى : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج : ٤] وهو الذي إليه تمتد أيدي السائلين بالطلب في الدعاء ، متجهة نحو العلو بفطرة الله الذي فطرها على رفع الأكف في الدعاء ، وهو الذي عرج إليه الرسول صلوات الله وسلامه عليه ليلة الإسراء ، وتجاوز السبع طباق ، وتناهى في القرب منه ، حتى كان قاب قوسين أو أدنى ...
* * *
وإليه قد رفع المسيح حقيقة |
|
ولسوف ينزل كي يرى بعيان |
وإليه تصعد روح كل مصدق |
|
عند الممات فتنثني بأمان |
وإليه آمال العباد توجهت |
|
نحو العلو بلا تواصي ثان |