بل فطرة الله التي لم يفطروا |
|
ألا عليها الخلق والثقلان |
ونظير هذا أنهم فطروا على |
|
اقرارهم لا شك بالديان |
لكن أولو التعطيل منهم أصبحوا |
|
مرضى بداء الجهل والخذلان |
الشرح : هذه من جملة كلام أهل السنة والجماعة في اثبات الفوقية لله عزوجل على الحقيقة ، حيث أخبر سبحانه أنه رفع عيسى عليهالسلام إليه بجسده وروحه حيا ، كما قال تعالى: (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ) [آل عمران : ٥٥] وكما قال : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) [النساء : ١٥٧ ، ١٥٨] فإضافة الرفع إلى ضمير عيسى عليهالسلام في الآيتين يدل على أنه رفع كله ويرد على من زعم أن الرفع إنما هو لروحه وحدها ، وأن جسده قد مات ودفن ، وهو زعم باطل ، فإنه لا يظهر حينئذ لتخصيص عيسى عليهالسلام بذلك الرفع معنى ، إذ كل ميت هو كذلك ترفع روحه إلى السماء ، وقد ورد في الحديث الصحيح أن عيسى سينزل قرب قيام الساعة ، وأنه سيقتل المسيح الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية على أهل الكتاب ، وتمتلئ الدنيا في عهده خيرا وعدلا.
وكذلك ورد الحديث بأن أرواح المؤمنين تعرج بها ملائكة الرحمة حتى تمثل بين يدي الله عزوجل فيبشرها بما أعد لها من نعيم فترجع آمنة مطمئنة.
وهو سبحانه كذلك الذي تتجه إليه آمال عباده نحو العلو دون أن يوصي بعضهم بعضا بذلك ، بل فطرة فطرهم الله عليها كما فطرهم على الاقرار بوجوده ، لكن أهل التعطيل قد فسدت فطرهم فجحدوا هذه الضرورات التي يجدها الناس من أنفسهم بالتوجه دائما في الدعاء والرجاء نحو العلو ، وأصبحوا مرضى بداء الجهل والخذلان ، أعاذنا الله مما ابتلاهم به بمنه وكرمه.
* * *
فسألت عنهم رفقتي وأحبتي |
|
أصحاب جهم حزب جنكيز خان |