واقطع علائقك التي قد قيدت |
|
هذا الورى من سالف الأزمان |
لتصير حرا لست تحت أوامر |
|
كلا ولا نهي ولا فرقان |
الشرح : يقول هذا الرائد الاحمق لصاحبه : إذا كان الإيمان برب خالق للأكوان بائن عنها جميعا لا يتأتى إلا على مذهب هؤلاء المجسمة وكان مذهب المعطلة غير معقول حيث يفرضون وجوده ، ثم يصفونه بصفات المعدوم فالواجب هو التخلص من هذه المذاهب جميعا فاطرح عنك هذه التكاليف التي أثقلت كاهلك ، واخلع عنك عذار الحياء والحشمة ، وألق بهذه القيود التي منعتك من الحركة والانطلاق فليس هناك فوق العرش رب يخاف أو يرجى ولم يتكلم الرحمن بالقرآن كما يدعي أهل السنة إذ لو كان فوق العرش بذاته للزم تحيزه وشغله قدرا من الفراغ ولزم كذلك احتياجه إلى المكان الذي يحل فيه ، ولو كان قد تكلم بالقرآن بحرف وصوت لزم أن يكون جسما إذ أن الحرف والصوت من خصائص الاجسام وإذا انتفى وجود رب فوق العرش ، وانتفى كلامه بالقرآن لم يبق مع هذا النفي شيء من إيمان ، وإذا فلنتخلص من تبعات هذا الإيمان ولندع التقيد بقيود الحلال والحرام لأهله ولنخرق هذا السياج السميك الذي يحول بيننا وبين دخول البستان ، يعني به الدنيا التي أعدت لنا فيه سائر المتع والملذات حيث نرى فيه ما لا يراه هؤلاء المقيدون ، ونجد فيه من كل ما نشتهي زوجين اثنين ولنقطع هذه العلائق التي تشدنا دائما إلى الوراء وتمنعنا من التحرر والانطلاق كما قيدت من سبقنا من الناس فنصير أحرارا لا نعيش تحت قسوة هذه الأوامر والنواهي ، ولا في ظلال هذه الاحكام التي جاء بها هذا الفرقان.
* * *
لكن جعلت حجاب نفسك اذ ترى |
|
فوق السما للناس من ديان |
لو قلت ما فوق السماء مدبر |
|
والعرش نخليه من الرحمن |
والله ليس مكلما لعباده |
|
كلا ولا متكلما بقرآن |
ما قال قط ولا يقول ولا له |
|
قول بدا منه إلى انسان |