لحللت طلسمه وفزت بكنزه |
|
وعلمت أن الناس في هذيان |
الشرح : يقول له انك أنت الذي تصنع الحجاب الذي يحجز بين نفسك وبين مشتهياتها حين تقدر أن فوق السماء إلها يدين الناس ويجزيهم بأعمالهم ، ولكنك لو عمدت إلى جحده وانكاره فقلت ما فوق السماء مدبر ولا على العرش إله رحمان ونفيت أن يكون مكلما لعباده ، أو متكلما بالقرآن بجميع صيغ النفي ، فقلت ما قال قط ، ولا يقول أصلا ولا له قول بدأ منه إلى أحد من البشر لكنت بذلك قد وصلت الى السر الذي عجز عنه الكثيرون ، ولكنك قد حللت طلسم هذا الوجود وفزت بكنزه ، وعلمت أن كل ما يقوله الناس في هذا الباب انما هو تخليط وهذيان.
* * *
لكن زعمت بأن ربك بائن |
|
من خلقه اذ قلت موجودان |
وزعمت أن الله فوق العرش والكرسي |
|
حقا فوقه القدمان |
وزعمت أن الله يسمع خلقه |
|
ويراهم من فوق سبع ثمان |
وزعمت أن كلامه منه بدا |
|
وإليه يرجع آخر الأزمان |
ووصفته بالسمع والبصر الذي |
|
لا ينبغي الا لذي الجثمان |
ووصفته بإرادة وبقدرة |
|
وكراهة ومحبة وحنان |
وزعمت أن الله يعلم كل ما |
|
في الكون من سر ومن اعلان |
والعلم وصف زائد عن ذاته |
|
عرض يقوم بغير ذي جثمان |
الشرح : يلتفت هذا المتحلل الزنديق الى صاحبه ويتخيله رجلا من أهل الاثبات ، فيقول له : أنك بدلا من أن تلجأ إلى الانكار الذي يريح نفسك ويحط عنها أثقالها ، زعمت أن ربك موجود ، وأنه منفصل عن خلقه ، حين ذهبت إلى أن هناك موجودين الله والعالم ، وأن لكل منهما وجوده الخاص المباين لوجود الآخر. وزعمت أن الله فوق العرش بذاته وأن الكرسي موضع قدميه ـ كما روي عن ابن عباس وغيره.