غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) [طه : ٨١]. وهو في القرآن والسنة كثير. وقوله في البيت الذي بعده : وزعمت أن الله يسمع صوته ، إشارة إلى ما ورد في الأثر من أن الله عزوجل ينادي يوم القيامة بصوت يسمعه أهل الموقف ، فيقول : أنا الديان ، اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم.
وأما قوله : وزعمت أن الله يشرق نوره ، البيت فهو اشارة إلى الآية الكريمة (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [الزمر : ٦٩] وقوله في البيت بعده : وزعمت أن الله يكشف ساقه الخ فهو اشارة إلى قوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) [القلم : ٤٢] وقد جاء في الحديث «ان الله عزوجل يكشف عن ساقه فيخر أهل الموقف سجدا على الأذقان» الا المشركين فإنهم يدعون الى السجود فلا يستطيعون فتصير ظهورهم طبقا واحدا.
وقوله : وزعمت أن الله يبسط كفه ، فهو اشارة إلى قوله عليهالسلام «أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل». وقوله : وزعمت أن يمينه الخ ، البيت اشارة إلى قوله عزوجل : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) [الأنبياء : ١٠٤] مع قوله : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر : ٦٧]. والحاصل أن هذه الأبيات السابقة تضمنت اثبات صفات الرضى والغضب والنداء بالصوت والنور والساق والكف واليمين ، وكلها صفات موجودة في المخلوق.
* * *
وزعمت أن الله ينزل في الدجى |
|
في ثلث ليل آخر أو ثان |
فيقول هل من سائل فأجيبه |
|
فأنا القريب أجيب من ناداني |
وزعمت أن له نزولا ثانيا |
|
يوم القيامة للقضاء الثاني |
وزعمت أن الله يبدو جهرة |
|
لعباده حتى يرى بعيان |
بل يسمعون كلامه ويرونه |
|
فالمقلتان إليه ناظرتان |