وزعمت أن لربنا قدما وأن |
|
الله واضعها على النيران |
فهناك يدنو بعضها من بعضها |
|
وتقول قط قط حاجتي وكفاني |
الشرح : قوله في البيت الأول : وزمعت أن الله ينزل في الدجى الخ هو والبيت الذي بعده اشارة الى قوله عليه الصلاة والسلام «ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول هل من داع فاستجيب له هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر ولا يزال هكذا حتى يطلع الفجر». وقد ورد الحديث بعدة روايات بينها اختلاف يسير في الألفاظ مثل ذكر الشطر الأول بدل الثلث الآخر والحديث صريح في اثبات صفة النزول فيجب الايمان بها مع اعتقاد أن نزوله تعالى ليس كنزول المخلوقين فلا يقتضي هبوطا ولا انتقالا ولا شغل مكان وخلو آخر كما أن استواءه ليس كاستواء المخلوق فلا يقتضي مماسة ولا محايثة ولا اتكاء الخ.
وأما قوله : وزعمت أن له نزولا ثانيا فهو النزول لفصل القضاء بين عباده وهو المشار إليه بقوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) [البقرة : ٢١٠] وقوله سبحانه (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) [الفجر : ٢٢] وقوله جل شأنه : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) [الفرقان : ٢٥] واذا نزل سبحانه هذا النزول فإنه يظهر لعباده جهرة ويرونه بأبصارهم ويسمعون كلامه ، وقد جاء في الحديث «ما من عبد الا ويكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان» ولا ينافي هذا قوله سبحانه في شأن الكفار : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) [المطففين : ١٥] وقوله : (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [البقرة : ١٧٤] فإن المقصود من الآية الأولى أنهم يحجبون في النار عن النظر الى وجه ربهم كما ينظر إليه أهل الجنة والمقصود من عدم تكليمه اياهم انه لا يكلمهم كلاما يسرهم ، ولكن كلام اهانة وتقريع ، وأما قوله وزعمت أن لربنا قدما الخ هذا البيت وما بعده إشارة إلى قوله عليهالسلام «ما تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد