قال الناصر للحق عليهالسلام : والحق عندي أن المراد بهذا الخبر أن النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم بيّن لأمّته «أني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض وهما الخليفتان من بعدي».
فجعلهما الإمامين لعباد الله إلى يوم القيامة.
ثم قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله «من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية» يقول : إمامه من الكتاب والعترة.
انتهى كلام الناصر عليهالسلام.
ومثله ذكره الهادي عليهالسلام في آخر كتاب الأحكام حيث قال : إذا كان في عصر هذا الإنسان إمام قائم زكي تقي عالم نقي ولم ينصره وتركه وخذله ومات على ذلك مات ميتة جاهلية فإذا لم يكن إمام معروف باسمه فالإمام الرسول والقرآن وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ومن كان على سيرته (١) وصفته من ولده فتجب معرفة ما ذكرنا على جميع الأنام إذا لم يعلم في الأرض في ذلك العصر إمام.
ويجب عليهم أن يعلموا أن هذا الأمر في آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصة دون غيرهم ، وأنه لا يعدم في كل عصر حجة لله يظهر منهم إمام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
فإذا علم كل ما ذكرنا وكان الأمر عنده على ما شرحنا ثم مات فقد نجا من الميتة الجاهلية ومات على الميتة الملّيّة.
ومن جهل ذلك ولم يقل به ولم يعتقده فقد خرج من الميتة الملّيّة ومات على الميتة الجاهلية. فهذا تفسير الحديث ومعناه. انتهى.
[ويؤيّد (٢) ذلك ما رواه الهادي عليهالسلام (٣) قال : بلغنا عن رسول
__________________
(١) (ض) على سيرته وفي صفته.
(٢) (ض) ويؤكد.
(٣) (ض) حيث قال.