وروى الناصر للحق عليهالسلام بإسناده قال : قال عليّ عليهالسلام : (ما من رجل إلّا وقد نزلت فيه آية أو آيات من كتاب الله ، فقال له رجل : فما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟
فقال : أما تقرأ الآية في سورة هود (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (١) فمحمّد على بيّنة وأنا الشّاهد منه).
ذكره الحاكم في كتاب تنبيه الغافلين.
ومثله ذكر الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني المحدث الكبير في كتابه «شواهد التنزيل» وفيه من قول علي عليهالسلام : (أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة إنّ مثلنا فيكم كمثل سفينة نوح في قومه ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ، أتقرءوا سورة هود (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ). فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على بيّنة من ربّه وأنا أتلوه الشاهد منه).
ثم قال : له طرق عن الأعمش وطرق عن المنهال والحارث عنه ثم ذكر له طرقا كثيرة عن ابن عباس وعن أنس بن مالك وزاذان.
قلت : ويؤكده أيضا ما روي في قصة أحد : أن جبريل عليهالسلام قال للنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في شأن عليّ :
«هذه هي المواساة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إنّه منّي وأنا منه ، فقال جبريل : وأنا منكما».
«و» لنا أيضا حجة على ما ذهبنا إليه : قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) الآية (٢).
وقد ثبت أن عليّا عليهالسلام أقرب رحما إلى النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنه خلق من نوره صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّ الحسنين عليهماالسلام وأولادهما هم أولاد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعصبته وعترته.
__________________
(١) هود (١٧).
(٢) الأحزاب (٦).