«و» الرابع عشر : «سلامة الحواس والأطراف» فلا يكون أعمى ولا أصم ولا أشل ولا أعرج على صفة ينتقص (١) بها أمر تدبيره أو مخالطته المسلمين وشجاعته المعتبرة.
ولهذا قال عليهالسلام : «التي يختل القيام بثمرة الإمامة عند فقدها» لا الأمر اليسير الذي لا يمنع القيام بثمرة الإمامة.
وقد روي أن الناصر عليهالسلام أصابه طرش في أذنيه قبل دعوته من ضرب المأمون له لعنه الله.
«وزاد» السيد «أبو العباس» الحسني وهو أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام «والإمامية» في شروط الإمامة «العصمة» وهو أن يكون معصوما من ارتكاب الكبائر.
قال في المحيط : وذهب السيد أبو العبّاس الحسني عليهالسلام من بين الزيدية إلى أنّ الإمام يجب أن يكون معصوما ، وأنه إذا لم يكن معصوما يجب على الله أن يظهر لنا ستره ويبدي لنا عورته لنقف على فسقه ونتبرأ منه ولا تلزم طاعته (٢).
قلت : فمضمون قوله : أنّ الإمام القائم بالدّعوة الذي ظهرت لنا كمال خصال الإمامة فيه ظاهرا ولم نعلم من خفيّ حاله ما يخالف ظاهره محكوم بعصمته وإنّا نقطع بكونه معصوما لأنه لو لم يكن كذلك لظهر خفيّ حاله ومكنون فسقه وحينئذ لا يتحقق الخلاف إلّا إذا فسق الإمام ولا يكاد يوجد ذلك والله أعلم.
قال عليهالسلام : «ولا دليل عليها» أي على اشتراطها أي العصمة «إلّا تقدير حصول المعصية» من الإمام «لو لم يكن معصوما» أي لا دليل لهم على اشتراط العصمة إلّا تقدير حصول المعصية وهو لا يصلح (٣) دليلا
__________________
(١) (ض) ينتقض بالضاد المعجمة.
(٢) (ض) ولا نلزم طاعته.
(٣) (ن) وهو لا يصحّ أن يكون دليلا.