«وبوجوب» أي ومعارض ذلك الأصل الذي هو الجهل بوجوب «حمل علماء الصحابة رضي الله عنهم على السّلامة» من ارتكاب المعصية من عدم الإخلال منهم بتعريفهم أي تعريف المتقدمين على عليّ عليهالسلام أنهم مخطئون في ادّعائهم الإمامة لأنه يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيحمل علماء الصحابة أنهم قد عرّفوهم ذلك.
«إذ مثل ذلك» التعريف «واجب» عليهم «لقوله تعالى» : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (١) فيبعد حينئذ تقدير (٢) الجهل مع اجتماع هذه القرائن المقتضية (٣) لخلافه «ولنقل تعريفهم» أي نقل تعريف علماء الصحابة «إيّاهم» أي المتقدمين لهعليهالسلام «نقلا لم يبلغ حدّ التواتر» كما روي : أن اثني عشر من المهاجرين والأنصار.
قال بعضهم لبعض : قوموا إلى هذا الرجل فأنزلوه عن منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال بعضهم : إن هذا الرجل اتفقت عليه الأمّة ولكن انطلقوا بنا إلى صاحب هذا الأمر حتى نشاوره ونستطلع رأيه فانطلق القوم حتى أتوا أمير المؤمنين عليّا عليهالسلام فقالوا له : كنّا في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورأينا هذا الرجل قد صعد المنبر فأردنا أن ننزله عن منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فكرهنا أن ننزله دونك ونحن نعلم أن الحق لك.
فقال عليهالسلام : (أما إنكم لو فعلتم ما كنتم لهم إلّا حربا وما كنتم إلّا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد وقد اتفقت هذه الأمّة التاركة قول نبيئها صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين باعوا آخرتهم بدنياهم ، وقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلّا السكوت لما يعلمون من وغر صدور القوم
__________________
(١) البقرة (١٥٩).
(٢) (ب) تقرير الجهل.
(٣) (ض) المفضية.