وعرف اقتراب أجله فدخل منزله ودعا فاطمة عليهاالسلام فوضع رأسه في حجرها ساعة ثم رفع رأسه وقال «يا فاطمة يا بنيّة : أشعرت بأنّ نفسي قد نعيت إليّ ، فبكت فاطمة عند ذلك حتى قطرت دموعها على خده فرفع رأسه إليها ونظر فقال : أما إنكم المستضعفون المقهورون بعدي فلا تبكين يا بنية فإني قد سألت ربي أن يجعلك أول من يلحق بي من أهل بيتي ، وأن يجعلك سيدة نساء أمّتي ومعي في الجنة فأجبت إلى ذلك ، فتبسمت فاطمة عند ذلك ونساء النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم ينظرن إليها حين بكت وحين تبسّمت فقال بعضهن : ما شأنك يا فاطمة تبكين مرة وتبسّمين مرة؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : دعي ابنتي».
وكان وفاتها رضوان الله عليها لثلاث خلت (١) من شهر رمضان سنة إحدى عشرة «و» لنا أيضا «عصمتها» بإجماع العترة وشيعتهم لحديث الكساء وغيره ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إن الله يغضب لغضبها».
وقوله «فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم «كأني أنظر إلى فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعة آلاف ملك وعن يسارها سبعة آلاف ملك وبين يديها كذلك وخلفها كذلك تقود مؤمنات أمّتي إلى الجنة».
قال العنسي : الرواية متظاهرة بأنها في اليوم الرابع من النّذر لمّا دخلت مصلّاها وصلّت ودعت فسمعت حشحشة فإذا بجفنة فيها ثريد ولحم وزعفران ، فلما قرّبت (٢) إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سجد وقال «الحمد لله الذي جعل ابنتي شبيهة مريم بنت عمران ينزل عليها رزقها في المحراب» وغير ذلك.
وأما ما ذكره المخالف من كون عائشة أحب أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : فالمحبة للزوجة لا تدل على أفضليتها لجواز أن يكون
__________________
(١) (ض) خلون.
(٢) (ي) قربت.