قال الله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (١) أي استسلمنا ولم نمتنع بالمعارضة.
قال «أئمتنا عليهم» «السلام والجمهور» والإسلام دينا أي في الشرع بنقل الشارع إلى أصول الدين هو «مشترك» بين معنيين أولهما : «الإيمان وكلّا على أصله» في حقيقة الإيمان فعند أئمة أهل البيت (٢) عليهمالسلام ومن وافقهم أنه يطلق اسم الإسلام على الإيمان وهو : الإتيان بالواجبات واجتناب المقبّحات.
وأما عند مخالفيهم : فلم أقف على ما حكاه الإمام عليهالسلام عنهم وذكر الإمام المهدي عليهالسلام في مقدّمة البحر وفي الغايات والنجري في شرحه ما لفظه : قال أكثر المعتزلة : والإسلام والإيمان والدين سواء في الشرع وهو فعل الطاعات واجتناب المقبحات والمكروهات وإن كانت في أصل اللغة مختلفة.
فالإيمان : التصديق ، والإسلام : الاستسلام والانقياد ، والدين : يستعمل في اللغة بمعنى الجزاء وبمعنى العادة وبمعنى الملّة وهو ما يتخذه الإنسان له دينا ، وبمعنى الطاعة لكنها قد صارت في الشرع بعد النقل بمعنى واحد وهو ما تقدم.
وأما من منع النقل من المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي فلا خلاف بينهم أن هذه الألفاظ مختلفة المعنى لغة وشرعا وأنها غير مستوية وأما الذين قالوا بصحة النقل ووقوعه في الإيمان والفسق ونحوهما فقد اختلفوا :
فقالت الوعيدية من المعتزلة : إن الإيمان والإسلام والدين سواء في الشرع.
وقال بعض الإمامية وهم فريق منهم أثبتوا النقل الشرعي الإسلام غير الإيمان لقوله تعالى : (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) (٣) فأثبت الإسلام ونفى الإيمان فيجب أن يكون أحدهما غير الآخر.
فالإيمان هو المعرفة والإقرار بالله ورسوله والإمام وجميع ما جاء عنهم والإسلام : هو الإقرار بالله من دون معرفة ، فالإيمان أخصّ من
__________________
(١) الحجرات (١٤).
(٢) (ض) فعند أئمتنا.
(٣) الحجرات (١٤).