الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بنفيه ، وأن الرسول إنما حرم تشبيه الله تعالى بعباده في صفات النقص من الحدوث وتوابعه من الموت والتألّم ونحوها وذلك لشبهة وهي الظواهر التي في القرآن والسّنّة فهذا كافر التأويل لأنه لم يثبت لله تعالى من الوصف عين ما جاء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بنفيه فيكون مكذّبا.
وإنّما أثبت مثل ما نفاه صلىاللهعليهوآلهوسلم وزعم أنه غير مثل له.
المثال الثاني : قول المجبرة : إنه تعالى فاعل الظلم والكذب والعبث فإن المعلوم ضرورة من دين النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم أن الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه ظالم أو كاذب أو عابث وأنّ من وصفه بذلك أو اعتقده فيه فقد كفر وهؤلاء القوم لم يصفوه بذلك ولا اعتقدوه فيه لكنهم وصفوه واعتقدوا فيه أنه فاعل الظلم والكذب والعبث وأنكروا كون الوصف بأنه فاعل ذلك مماثلا للوصف بأنه ظالم وكاذب وعابث لشبهة اقتضت عندهم اختلاف الوصفين وامتناع مماثلتهما فهذان المثالان كافيان في تمييز كفر التأويل من كفر التصريح انتهى.
قلت : وسيأتي ذكر الخلاف في كفر التأويل إن شاء الله تعالى.
واعلم : أن أهل كفر التصريح خمسة أصناف بعد بطلان قول الجاحظ والعنبري :
الأول : المعطّلة والدهرية والفلاسفة ومنكرو الحقائق من أهل السفسطة.
والثاني : الملاحدة من الثنوية والمجوس والصابئة ومنهم الباطنية.
الثالث : عبدة الأصنام والأوثان والنجوم والأفلاك والنيّرات والجمادات والحيوانات.
الرابع : المنكرون للنبوءات كالبراهمة والقائلون بالتناسخ.
الخامس : الكفار من أهل الكتب المنزلة كاليهود والنصارى وهم معظم الفرق الخارجة عن الإسلام.