وكونه جمعا لصورة «نظائر» من ألفاظ العرب مثل : «النقب» فإنه «جمع لنقبة» وهي الموضع المحتفر في جلد البعير ونحوه «من الجرب قال الشاعر» وهو دريد بن الصمة :
ما إن رأيت ولا سمعت به |
|
كاليوم هاني أنيق جرب |
متبذّلا تبدو محاسنه |
|
«يضع الهناء (١) مواضع النّقب» |
والهناء : القطران.
ولا يجوز أن يكون النّقب هنا مفردا لأنه قال مواضع فهو جمع نقبة. «و» كذلك «الصوف فإنه جمع صوفة ، والعطب جمع عطبة والقطن جمع قطنة ، والبسر جمع بسرة» ونحو ذلك ممّا ميّز واحده بالتّاء.
«وعلى الجملة : أن محققي علماء العربية أجمعوا على أن ذلك قياس» أي وارد على قياس مطرد في لغة العرب «فيما عدا صنعة البشر من نحو : برمة» المصنوعة للبشر فإنه ليس بقياس جمعه على فعل (بضم الفاء وسكون العين) الذي حكاه نجم الدين في شرحه عن الفرّاء : أن كل ما له واحد من تركيبه سواء كان اسم الجمع كباقر وركب أو اسم الجنس كتمر وبسر وروم فهو جمع وإلّا فلا.
فنحو : إبل عنده مفرد ، وأمّا اسم الجنس الذي ليس له واحد من لفظه فليس بجمع اتفاقا. انتهى.
«وقيل : بل الصور» الذي ذكره الله في القرآن «مجاز» عن صوت يحدثه الله تعالى لإفزاع الخلائق وإماتتهم وإحيائهم ذكره الإمام أحمد بن سليمان عليهالسلام قال : لقوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ ...) الآية (٢).
وقوله تعالى : (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ ...) الآية (٣).
__________________
(١) الهناء بالكسر والمد ككتاب تمت قاموس.
(٢) طه (١٠٨).
(٣) القمر (٦).