قنت بعد الركوع فقال : (بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنّا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إيّاك نعبد ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجدّ إن عذابك بالكفار ملحق) قال قال ابن جريج : حكمت البسملة أنهما سورتان. حكى ذلك الأسيوطي في الإتقان.
قال : وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين.
وأما صحة السند المصطلح عليها عند أهل الحديث فهي لا تثمر العلم.
«وذلك» أي تجويز كونه خبرا «تشكيك في كونه قرآنا والله تعالى يقول» (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) (١) أي لا شكّ ولا ارتياب في شيء منه «فلا بدّ من التواتر» فيه وقد أعلمنا الله سبحانه بحفظه عن الالتباس بغيره بقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٢).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ... الخبر» ولا يترك الله جلّ وعلا كتابه حجة على عباده إلى انقطاع التكليف إلّا وقد ضمن بحفظه عن التغيير والتبديل والزيادة والنقصان.
وقال الهادي عليهالسلام : (وفي ذلك ما حدثني أبي عن أبيه أنه قال : قرأت مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام. عند عجوز مسنّة (*) من ولد الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات
____________________________________
* هي السيدة نفيسة بنت الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام كانت من الصلاح والعلم والزهد والورع والعبادة على الحدّ الذي لا مزيد عليه يقال إنها حجّت ثلاثين حجة وكانت كثيرة البكاء تديم قيام الليل
__________________
(١) البقرة (١ ـ ٢).
(٢) الحجر (٩).