قدرة قبل الفعل وإرادة بها تتم (١) مؤثريته فيصدر عنه الفعل (٢) ، ويكون العبد مختارا إذا كان فعله بقدرته الصالحة للفعل والترك وتبعا لداعيه الذي هو إرادته. والفعل يكون بالقياس إلى القدرة وحدها ممكنا ، وبالقياس إليها مع الإرادة [القديمة] يصير واجبا.
وقال محمود الملاحمي ، وغيره من المعتزلة أن الفعل عند (٣) وجود القدرة والإرادة يصير أولى بالوجود ، حذرا من أن يلزمهم القول بالجبر لو قالوا بالوجوب ، وليس ذلك بحق ، لأن مع حصول الأولوية ، إن جاز حصول الطرف الآخر لما كانت الأولوية أولوية ، وإن لم يجز فهو الوجوب ، وإنما غيروا اللفظ دون المعنى.
والحكماء أيضا (٤) قالوا بمثل ذلك أعني بوجوب (٥) حصول الفعل مع القدرة والإرادة. والذين قالوا بمؤثرية الله وحده صرّحوا بأنه تعالى مريد لكل الكائنات.
والمعتزلة قالوا أنه يريد ما يفعله ، وأما ما يفعله العبد ، فهو يريد طاعته ولا يريد معصيته (٦) ، وهذه الإرادة غير الإرادة الأولى في المعنى.
__________________
(١) في (م) ثم.
(٢) اتفقت العدلية على أن للعبد قدرة مؤثرة في افعاله ، واختلفوا في أن العلم باستناد أفعالنا إلينا ضروري كما ذهب إليه أبو الحسين البصري ومحمود الخوارزمي أو أنه استدلالي بوجوه خمسة كما اعتبره بعضهم كشف الفوائد ص ٦٣.
(٣) في (د) مع.
(٤) محصّل ص ٢٨٠.
(٥) في (د) لوجوب.
(٦) المختصر ص ٢٤٣.