وهذا هو البيت الوحيد الوارد في كتاب «الفرق بين الفرق» ، ويليه : «وسنذكر تمام ابيات هذه القصيدة بعد هذا ان شاء الله عزوجل». ولم يأت ذكر لباقي هذه القصيدة في كتاب «الفرق بين الفرق» ، بينما وردت القصيدة كاملة في هذه المخطوطة (١). ومن المؤكد في كتاب «الفرق» ان مطلع هذه القصيدة هو لعبد القاهر البغدادي ، والقصيدة واردة هنا بكاملها في المخطوطة. فهذا أيضا دليل قاطع على ان مؤلف الكتاب المخطوط هنا هو ذات مؤلف كتاب «الفرق بين الفرق».
٤ ـ جاء في الصفحة الثانية من الورقة ٤٩ سطر ٦ :
«وكان عمران بن حطان من الصفرية ، وهو شاعرهم وناسكهم ومفتيهم. وهو الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي (ر) فقال في ضربته اياه :
يا ضربة من تقي ما اراد بها |
|
الا ليبلغ من ذي العرض رضوانا |
اني لا ذكره يوما فاحسبه |
|
اوفى البرية عند الله ميزانا |
ونحن نقول لهذا الراثي : «حشرك الله مع من رثيته».
وقد جاء في كتاب «الفرق بين الفرق» (طبعة بدر ص ٧٢ وطبعة الكوثري ص ٥٥ وطبعة عبد الحميد ص ٩٣) : وكان عمران بن حطّان هذا ناسكا شاعرا شديدا في مذهب الصفرية ، وبلغ من خبثه في غزوة علي (ر) انه رثى عبد الرحمن ابن ملجم ، وقال في ضربه عليا :
يا ضربة من (منيب) ما اراد بها |
|
إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
اني لأذكره يوما فأحسبه |
|
أوفى البريّة عند الله ميزانا |
قال عبد القاهر : وقد اجبناه عن شعره هذا بقولنا :
يا ضربة من كفور ما استفاد بها |
|
الا الجزاء بما يصليه نيرانا |
اني لألعنه دينا ، والعن من |
|
يرجو له ابدا عفوا وغفرانا |
ذاك الشقي لأشقى الناس كلهم |
|
اخفهم عند رب الناس ميزانا» |
__________________
(١) ربما اكتفى البغدادي بذكر هذا البيت الاول من قصيدته هذه في كتاب «الفرق بين الفرق» على اساس أنه أوردها في كتاب سابق وهو موضوع هذه المخطوطة.