فالاستشهاد بشعر عمران بن حطّان واحد في المخطوطة هنا وفي كتاب «الفرق بين الفرق» ، وحكم المؤلف على عمران بن حطّان واحد فيهما. فذلك أيضا من الأدلة على ان صاحب المخطوطة هو صاحب كتاب «الفرق بين الفرق».
٥ ـ جاء في الصفحة الثانية من الورقة ٥٥ سطر ٣ :
«وقلنا لهذه الفرقة (١) : انكرتم على عائشة خروجها الى البصرة في حرب الجمل ، واكفرتموها بذلك ، واستدللتم عليها بقول الله عزوجل : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) (سورة الاحزاب الآية ٣٣). فهلا ا كفرتم غزالة وحميرة بخروجهما الى الكوفة للقتال؟»
وقد جاء في كتاب «الفرق بين الفرق» (ط. بدر ص ٢٩٢ ، ط. الكوثري ص ٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ١١٣) :
قال عبد القاهر : يقال للشبيبية من الخوارج : انكرتم على أمّ المؤمنين عائشة خروجها الى البصرة مع جندها الذي كلّ واحد منهم محرم لها لأنها أمّ جميع المؤمنين في القرآن ، وزعمتم انها كفرت بذلك. وتلوتم عليها قول الله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) (سورة الاحزاب آية ٣٣). فهلا تلوتم هذه الآية على غزالة أمّ شبيب؟ وهلا قلتم بكفرها وكفر من خرجن معها من نساء الخوارج الى قتال جيوش الحجاج؟»
فالسؤال المحرج الموجه من مؤلف هذه المخطوطة الى فرقة الشبيبية من الخوارج هو ذات السؤال الذي يوجهه عبد القادر البغدادي في كتابه «الفرق بين الفرق» لذات الفرقة. والاستشهاد جاء بذات الآية في الجهتين. الا انه جاء في المخطوطة ذكر غزالة وحميرة بينما في كتاب «الفرق بين الفرق» لم يذكر عبد القاهر الا غزالة أم شبيب.
٦ ـ جاء في الصفحة الأولى من الورقة ١٢٢ سطر ١٠ :
«وقد استقصينا فضائح الكرامية في كتاب مفرد ، وفيما ذكرنا منها في هذا الكتاب كفاية ؛ وقد وفينا بما وعدنا في اوّل الكتاب من ذكر فضائح اثنين
__________________
(١) المقصود هنا : الشبيبية من الخوارج.