ولزما عليه ان يكون من القبائح العظام ما / لم يكرهه الله عزوجل ، ومن الحسن الجميل ما لم يرده ، ان السجود لله عبادة له ، يلزمه على اصله ان لا يلزمه عبادة الصنم ، والسجود للصنم قبيح ، وكذلك قول القائل : محمد رسول الله ، اذا اراد به الخبر عن محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوسلم. يجب على اصله ان يكرهه خبرا عن محمد آخر مع كون ذلك كفرا. ـ وقد ذكر (١) هذا كله في «جامعه الكبير» ونص فيه على ان السجود للصنم لم يكرهه الله عزوجل. واكفره اصحابه بذلك.
ومن فضائحه نفيه لجملة من الاعراض (٢) : كيفية (٣) البقاء ، والادراك ، واللذة والألم.
وزعم ان الألم يلحق الانسان عند المصيبة ، والألم الذي يجده عند شرب الدواء الكريه ليس بمعنى وليس هو اكثر من ادراك ما ينفر عنه الطبع ، والادراك ليس بمعنى عنده ، ومثله ادراك جواهر (أهل) (٤) النار في جهنم ، وغيرها. وليست / اللذة عنده معنى اكثر من ادراك المشتهى. والادراك ليس بمعنى. وزعم ان كل الم يحدث عنه الوهي فهو معنى ، كالالم عند الضرب. ويلزمه اذا نفى كون اللذة معنى ان لا يزيد لذات اهل الثواب في الجنة على لذات الاطفال التي نالوها بالتفضيل ، لانه لا يكون لا شيء اكثر من لا شيء.
ومن فضائحه في الفناء (٥) ان الله تعالى لا يقدر على ان يفني ذرة من العالم مع بقاء السموات والارض ، وبناه على اصله ان الجسم يفنى بفناء لا في محل يكون
__________________
(١) جاء «ذكرت» في المخطوط ، والصح : ذكر.
(٢) هذا يقابل ما جاء في الفضيحة السابعة في كتاب «الفرق» (ط. الكوثري ص ١١٨ ، عبد الحميد ص ١٩٦ ، ط. بدر ص ١٨٣).
(٣) هكذا في المخطوط.
(٤) ساقط لفظ (اهل) في المخطوط ، ولا بد منه لاستقامة المعنى ، وهو مذكور في كتاب الفرق (ط. الكوثري ص ١١٨ ، عبد الحميد ص ١٩٩ ، ط. بدر ص ١٨٣).
(٥) يقابل ما جاء في الفضيحة الثامنة في كتاب الفرق (ط. بدر ص ١٨٣ ـ ١٨٤ ، ط. الكوثري ص ١١٨ ، ط. عبد الحميد ص ١٩٧).