من ذلك تكفير الجبائي ابنه ، وتكفير الابن اباه. وتكفير البغداديين منهم. وكل زعيم منهم يكفر غيره منهم ، كتكفير النظام لابي الهذيل ، وتكفير ابي الهذيل للنظام ، والمردار منهم كتب في تكفير ابي الهذيل والنظام ، وكعلي بن عيسى النخعي منهم في عصرنا كتابا في تكفير ابي هاشم بن الجبائي ، ذكر فيه ان أبا هاشم ادخل النصرانية في الاعتزال. ـ ووجدنا النجارية بالري اكثر من عشر فرق تكفر بعضها بعضا ، والجهمية والضرارية ، والبكرية كل فرقة منها تكفر سائرها ، وتكفرها سائر الامة (١).
وهم يقولون في سائر / الاهواء انهم مؤمنون حقا لأنهم قد اتوا بالشهادتين ، ويرون خلاص جميع المبتدعة من هذه الامة من النار بعد العقاب.
ويقول جميع مخالفيهم فيهم انهم لا ينجون من النار. ـ فصاروا من هذه الجهة شر الفرق عندنا.
وقد ذكرنا قبل هذا تكفير فرق الخوارج بعضها لبعض. ـ وهذا امر (خلا) (٢) السنة منه.
ثم ان الله تعالى قد خص اهل السنة بان جعل مدار الفتاوى عليهم ، لا يقبل في بلد من بلاد المسلمين فتوى قدري ولا جهمي ، ولا نجاري ، ولا خارجي ، ولا رافضي ، ولا جسمي الا اذا تستر المفتي منهم بمذهب الشافعي او ابي حنيفة ، ولم يظهر بدعته التي اضمرها في القدر او يخالف [اجتهاد] (٣) العالم على فتواه
__________________
(١) ما يذكره هنا صاحب الكتاب هو مجمل لما ذكره في كتابه هذا عن الفرق التي استعرضها وهذا يختلف عما جاء في كتاب «الفرق» الذي خصص الباب الرابع منه للفرق التي انتسبت الى الاسلام وهي ليست منه.
فكأن صاحب الكتاب (كتاب الملل والنحل) شعر بان الباب الرابع والاخير منه موجز جدا فقسم هذا الباب قسمين وجعل منه بابين : احدهما وهو الرابع في كتاب «الفرق» خصصه للفرق التي ادعت الاسلام وهي ليست منه بشيء وخصص الباب الخامس والاخير للفرقة الناجية.
(٢) في المخطوط الكلمة غير واضحة.
(٣) الكلمة غير واضحة في المخطوط ـ لعلّ معناها «اجتهاد».