فكأن البغدادي استدرك في كتاب «الفرق بين الفرق» وتنبه الى الفرق الموجود بين القدرية المحضة والغلاة منهم ، فارجأ الى الباب الرابع من كتابه ـ وهو الباب الخاص بالغلاة ، وهي الفرق التي انتسبت الى الاسلام وليست منه ، فرقتين وهما الحابطية والحمارية كان قد عرض موقفهما في كتاب سابق (وهي المخطوطة هنا) في الفصل المخصص للمعتزلة.
ومما يجدر ملاحظته ان المخطوطة لم تخصص بابا منفردا «للفرق التي انتسبت الى الاسلام وليست منه» كما جاء في كتاب «الفرق» وفي «مختصره» حيث الباب الرابع منهما خاص بالغلاة من الفرق.
ب ـ فيما يتعلق بالخوارج نلاحظ ان عبد القاهر البغدادي في كتابه «الفرق بين الفرق» وكذلك الرسعني في «مختصر كتاب الفرق بين الفرق» قد خصصا للميمونية من الخوارج الفصل السادس عشر من الباب الرابع ـ وهو الباب الخاص بالفرق التي انتسبت الى الاسلام وليست منه. فاعتبرا الميمونية من غلاة الخوارج الذين خرجوا عن فرق الاسلام.
وكذلك الأمر فيما يتعلق باليزيدية من الخوارج ، فقد خصصا لهم الفصل الخامس عشر من الباب الرابع ، الخاص بالفرق المنتسبة الى الاسلام وهي ليست منه.
ولكن في المخطوطة هنا يذكر البغدادي الميمونية واليزيدية مع فرق الخوارج مستعرضا مواقفهم بالتفصيل مثل ما فعل بباقي فرق الخوارج ، دون ان يميز بين الخوارج المحض والغلاة منهم ، كما فعل في كتاب «الفرق» وكما جاء في «مختصر الفرق» أيضا.
فاذا كانت المخطوطة ملخصا لكتاب «الفرق بين الفرق» لجاء فيها هذا التمييز بين اصحاب الفرق والغلاة منهم ، كما حدث في «مختصر كتاب الفرق» وكتاب «الفرق» ذاته.
ولكنا نلاحظ هنا في المخطوطة ان هذا التمييز غير وارد. فالاستدراك بين اصحاب الفرق والغلاة منهم جاء بعد كتابة او املاء هذه المخطوطة.