واختلف إليه الأئمة فقرءوا عليه ، ومنهم ناصر المروزي ، وابو القاسم القشيري. وكان والد البغدادي ابو عبد الله طاهر رجلا ذا مال وثروة ومروءة ، ترك ماله الى ابنه فانفقه على اهل العلم والحديث حتى افتقر ، ولم يكتسب بعلمه مالا. وفي ايام فتنة التركمانية بنيسابور (٤٢٩ ه ـ ١٠٣٧ م) خرج عبد القاهر من نيسابور الى اسفراين ، فابتهج الناس بمقدمه ، ولكن ايامه لم تطل ، فتوفي في السنة نفسها في اسفراين ، ودفن الى جانب شيخه ابي إسحاق ابراهيم بن محمد الأسفرايني.
وكان ابو منصور البغدادي تخرج في علم اصول الدين على الطريقة الاشعرية على الاستاذ ابي إسحاق الأسفرايني هذا المتوفى سنة ٤١١ ه وهو تخرج في ذلك على الامام ابي الحسن الباهلي المتوفى سنة ٣٧٠ ه ، وهو تخرج في علم اصول الدين على الامام ابي الحسن الاشعري (١).
تصانيف البغدادي :
من تصانيفه : «التكملة» في علم الحساب ، «تفسير القرآن» ، «فضائح المعتزلة» ، «ابطال القول بالتولد» «فضائح الكرّامية» ، «الايمان واصوله» ، «الملل والنحل» ، «نفي خلق القرآن» ، «الفرق بين الفرق» ، وبخصوص كتابه «الملل والنحل» قال عنه صهر المؤلف وتلميذه الناسج على منواله ، الامام ابو المظفر الأسفرايني في كتابه «التبصير في الدين» ص ١٢٠ : «ولو لم يكن لاهل السنة والجماعة من مصنف لهم في جميع العلوم على الخصوص والعموم الا من كان فرد زمانه وواحد اقرانه في معارفه وعلومه ، وكثرة الغرر في تصانيفه وهو الامام ابو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي التميمي قدس الله روحه ، وما من علم من العلوم الا وله فيه تصانيف. ولو لم يكن له من التصانيف الا كتاب «الملل والنحل» في اصول الدين ، وهو كتاب لا يكاد يسع
__________________
(١) جاء في المخطوطة (في نهاية الورقة ٨٢ / ٢) ، عند ذكر الفضيحة الخامسة من فضائح بشر بن المعتمر ، وهي الفضيحة الخاصة بالكلام عن الحركة ، ما نصه : يقول صاحب الكتاب : «وهذا قول ابي الهذيل والجبائي وابنه وشيخنا ابي الحسن الاشعري رحمهالله».