وقال الاستاذ الامام ، رضي الله عنه : ما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر الا وجدنا شعبه منه في مذاهب الروافض ، لان فيهم من قال بالبداء وجواز التغيير على الله تعالى ، كالمجوس. ومنهم من ابطل الفرائض واستباح المحرمات كالخرمدينية (١) والمزدكية (٢) من المجوس ، وفيهم من شبه / معبوده بصورة الانسان كالمشبهة من اليهود. وفيهم من زعم ان الله فوض خلق الدنيا وتدبير العالم الى محمد صلىاللهعليهوسلم ، والى علي ، فجعله إلها ثانيا ، كما جعلت النصارى المسيح إلها ثانيا. فاما فتن منهم بالهية الايمة وعبدوهم. وادناهم كفرا المنتظرون لامام يظهر فيبين لهم معالم دينهم ، فهم اليوم في حيرة من احكام الشرع ، يزعمون انهم في التيه ، وما زالوا يتعصبون في نصب امام من اهل البيت حتى
__________________
(١) الخرمدينية : اتى ذكرهم مع اصحاب الاباحة ـ في طبعات كتاب «الفرق بين الفرق» : فجاء في الباب الرابع ، الفصل الحادي عشر من كتاب «الفرق بين الفرق» : في ذكر اصحاب الاباحة من الخرّمية ، فهؤلاء صنفان : صنف منهم كانوا قبل الاسلام ... والصنف الثاني ، الخرمدينية ظهروا في دولة الاسلام وهم فريقان ، بابكية ، ومزيارية ، وكلتاهما معروفة بالمحمّرة. فالبابكية منهم اتباع بابك الخرمي الذي ظهر في جبل البدين بناحية آذربيجان وكثر بها اتباعه واستباحوا المحرمات وقتلوا الكثيرين من المسلمين ، وجهز إليه خلفاء بني العباس جيوشا كثيرة مع افشين الحاجب ، ومحمد بن يوسف التغري ، وابي دلف العجلي ، واقرانهم وبقيت العساكر في وجهه مقدار عشرين سنة الى ان اخذ بابك واخوه اسحاق بن ابراهيم وصلبا بسرّ من رأى في ايام المعتصم ـ واما المازيارية منهم فهم اتباع مازيار (وهو من وجوه عسكر المعتصم وانباؤه في كتب التاريخ في حوادث سنة ٢٢٤ ه) الذي اظهر دين المحمرة بجرجان (الفرق ـ طبعة الكوثري ص ١٦١ ط عبد الحميد ص ٢٦٧ ، بدر ص ٢٥١). ويذكر عبد القاهر البغدادي أيضا الخرمدينية في كتابه «الفرق بين الفرق» مع المجوس واعتبرهم فرقة منهم اذ يقول : المجوس اربع فرق : زروانية ، ومسخية وخرمدينية ، وبه آفريدية. (الفرق ـ طبعة الكوثري ص ٢١٤ ؛ ط بدر ص ٣٤٧ ؛ ط عبد الحميد ص ٣٥٤).
(٢) المزدكية ـ يذكر عبد القادر البغدادي في «الفرق» في الباب الرابع ، الفصل الحادي عشر مع اصحاب الاباحة من الخرمية ـ فيقول : هؤلاء صنفان : صنف منهم كانوا قبل الاسلام كالمزدكية الذين استباحوا المحرمات (الفرق بدر ص ٢٥١ ، عبد الحميد ص ٢٦١ ، طبعة الكوثري ص ١٦٠). وجاء أيضا في «الفرق : «واما المزدكية من المجوس فلا يجوز قبول الجزية منهم لانهم فارقوا دين المجوس الاصلية باستباحة المحرمات كلها وبقولهم : ان الناس كلهم شركاء في الاموال والنساء وسائر اللذات» (ط بدر ٣٤٧ ط ، الكوثري ص ٢١٥ ، ط عبد الحميد ص ٣٥٥).