وقطوف دانية (١)». / ثم نادى بين العسكرين : «الا اني خلعت عليا ومعاوية ، وبرئت منهما ، ولا حكم الا لله (٢)». ثم قتل رجلا من اصحاب علي ، وقتل آخر من اصحاب معاوية. ثم قتله قوم من همدان. وفيه يقول النجاشي ، شاعر علي :
«ما كان اغنا اليشكري عن التي |
|
اقاد بها جمرا من النار حاميا |
ينادي والحوادث جمة |
|
خلعت عليا مرة ومعاويا |
فضلّ ضلالا لم ير الناس مثله |
|
واصبح يهوى في جهنم تاويا»(٣) |
ثم ان الخوارج ، بعد رجوع علي من صفين الى الكوفة ، وانتظاره انقضاء السنة التي كانت احلا (٤) بينه وبين معاوية ، انخزلت طائفة منهم ، وجاءت أربعة الف (آلاف) فارس كانوا عباد (٥) عسكره ، الى حروراء ، ولذلك يقال لهم حرورية. وانضم إليهم بعد ذلك ثمانية آلاف فارس ، فصاروا اثني عشر. واميرهم
__________________
(١) ان هذا القول : «اشرب من دمائكم ودماء معاوية ... وقطوف دانية» غير وارد في كتاب «الفرق بين الفرق».
(٢) اما قول هذا الرجل من ربيعة : «الا اني خلعت عليا ... ولا حكم الا لله» ورد القسم الاول منه في «الفرق» ؛ اما القسم الأخير من قوله : «ولا حكم الا لله» فغير وارد فيه. وورد في باقي طبعات كتاب «الفرق» (ط. بدر ص ٥٦ ، الكوثري ص ٤٦ ، عبد الحميد ص ٧٥) انه قتل رجلا من اصحاب علي ، وقتل آخر من اصحاب معاوية قبل ان يبوح بهذا القول ، اما في المخطوط هنا فمذكور انه اباح بهذا القول أولا ثم قتل رجلا من اصحاب علي وآخر من اصحاب معاوية. فكأن في كتاب الفرق يصحح البغدادي بعض الهفوات التي وقعت منه في كتابه الاسبق «الملل والنحل».
(٣) هذه الأبيات للنجاشي غير واردة في كتاب «الفرق بين الفرق».
(٤) احلا ـ الاصح : احلاها ـ لم يأت في كتاب «الفرق» ان عليا قد احلّ سنة بينه وبين معاوية بل ورد فقط : «ثم ان الخوارج بعد رجوع علي من صفين الى الكوفة ، انجازوا الى حروراء ...» («الفرق» ط. بدر ص ٢٥٦ ، الكوثري ص ٢٤٦ ، عبد الحميد ص ٧٥).
(٥) عباد. الاصح : عماد ـ جاء في كتاب «الفرق» ان عدد الخوارج «كان يومئذ اثنا عشرة ألفا» («الفرق» ط. بدر ص ٥٧ ، الكوثري ص ٤٩ ، عبد الحميد ص ٧٥). اما في هذه المخطوطة فقد جاء «انهم كانوا أربعة آلاف فارسا ، كانوا عماد عسكره ، ... وانضم إليهم بعد ذلك ثمانية آلاف فارس ، فصاروا اثني عشر».