يومئذ عبد الله (١) في الاحكام ، واميرهم للقتال شبث بن ربعي (٢).
/ فقالوا جميعا : «لا حكم الا الله» ، فلهذا سموا محكمة.
ثم ان عليا خرج في اثرهم ، وناظرهم ، وظهرت حجته عليهم فاستأمن إليه ابن الكوّاء في يمينه الف (٣). ـ وقال شاعرهم :
«كرهنا ان نريق دما حراما |
|
وهيهات الحلال من الحرام»(٤) |
وانحاز الباقون من الخوارج ، وهم أربعة آلاف ، الى عبد الله بن وهب الراسبي الحرامي ، وحرقوص بن زهير ، المعروف بذي الثدية. وانحازوا الى النهروان. وقاتلهم بها علي واصحابه. وقال : لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة. فقتل يومئذ تسعة من اصحاب علي ، ونجا من الخوارج تسعة ، وقتل الباقون منهم مع زعيمهم ابن وهب وذي الثدية.
ثم خرج بعد واقعة النهروان من الخوارج اشرس بن عوف في جيشه ، فوجه إليه بالابرش بن حسان (٥) ، فقتله واصحابه بالانبار. ثم خرج عليه علقمة / التميمي ،
__________________
(١) عبد الله بن الكواء اليشكري. ذكره الدينوري ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، والطبري ١ : ٣٣٤٩ ـ والمخطوط هنا يوضح وظيفته بانه كان اميرهم في الاحكام.
(٢) شبث بن ربعى التميمي الرّياحي. ذكره الدينوري ٢٢٣ والطبري ٢ : ٦٢١ ـ ٦٢٤ كان قائد الميسرة في حرب علي للخوارج ، ثم خان والتحق بهم (ملاحظة حتّى ص ٦٧ رقم ٥).
شبث بن ربعي ـ بكسر الراء وسكون الباء ـ التميمي ، الرياحي : له ذكر في تجميع الخوارج وتوحيد كلمتهم (الكامل للمبرد ٢ : ١١٦) وله من قبل ذلك كلام يراجع فيه معاوية ويدعوه الى موادعة علي والدخول في طاعته (وقعة صفين ١٨٧ ، ١٩٧) وكان احد الذين يؤمرهم علي على من يخرجه لقتال معاوية وأهل الشام (ص ١٩٥) ، وله شعر يتبجح فيه بالنصر على جيش معاوية (ص ٢٩٤) ويقال انه كان مؤذنا لسجاح حين ادعت النبوة (المعارف ٤٠٥)
(انظر الملاحظة رقم ٢ من ص ٧٥ من ط. عبد الحميد لكتاب الفرق بين الفرق).
(٣) جاء في «الفرق» : «فاستأمن إليه ابن الكواء مع عشرة من الفرسان» (ط. بدر ص ٥٧ ، ط. الكوثري ص ٤٦ ، ط. عبد الحميد ص ٧٥).
(٤) هذا البيت غير وارد في كتاب «الفرق».
(٥) ورد في المخطوطة اسم قائد جيش علي الذي وجهه الى اشرس بن عوف الخارجي ـ وهذا القائد هو الابرش بن حسان ؛ واسمه غير وارد في كتاب «الفرق».