لهم البيهسية ، اصحاب ابي بيهس (١) ، وقالوا ان ميمونا كفر حين حرم بيع الامة في دار التفيّة من كفار قومنا. وكفرت الواقفة بان لم يعرفوا كفر ميمون وصواب ابراهيم ، فكفر ابراهيم حين لم يتبرأ من اهل الوقف. ثم ان البيهسية قالوا ان من واقع ذنبا لم يشهد عليه بالكفر حتى يرفع الى الوالي ويحدّ ، ولا نسميه قبل الرفع الى الوالي مؤمنا ولا كافرا. ووافقهم في ذلك قوم من الصفرية (٢). وقال بعض البيهسية ان الذنوب كلها شرك ، وكل ذنب لم يحكم الله فيه حكما مغلظا ، ولم يقفنا على تغليظه فهو مغفور (٣). ـ وقال بعض البيهسية : كل شراب حلال الاصل موضوع ، فمن يسكر (٤) منه كل ما كان (منه) في السكر / من ترك صلاة وشتم الله تعالى ، ولا حد فيه ، ولا حكم فيه ، ولا يكفر به ما دام في سكره. وقالت العوفية من البيهسية : السكر كفر اذا كان معه غير من ترك الصلاة ونحوه. ومنها ان الشمراخية منهم ، اتباع عبد الله بن شمراخ (٥) ، قالوا
__________________
(١) أصحاب ابي بيهس هيصم بن عامر (كان في زمان الحجاج وقتل في المدينة) (ط. الكوثري ص ٦٤ وط. عبد الحميد ص ١٠٨) وجاء في هامشها : «قال ابن قتيبة «البيهسية من الخوارج ينسبون الى ابي بيهس ، من بني سعد بن ضبيعة بن قيس ، واسمه هيصم بن جابر ، وكان عثمان ابن حيان والي المدينة قطع يديه ورجليه» ه. وفي كلام الشهرستاني زيادة تفصيل في شأن أبي بيهس ، قال : «وقد كان الحجاج طلب أبا بيهس في ايام الوليد ، فهرب الى المدينة ، فطلبه بها عثمان ابن حيان المري ، فظفر به وحبسه ، وكان يسامره الى ان ورد كتاب الوليد بان يقطع يديه ورجليه ، ويقتله ، ففعل به ذلك» ه. وقال في لسان العرب «وبيهس : من اسماء العرب ، والبيهسية : صنف من الخوارج نسبوا الى ابي بيهس هيصم بن جابر احد بني سعد بن ضبيعة بن قيس» ه.
(٢) «ووافقهم ... الصفرية» غير وارد في «الفرق» مع العلم ان الكلام السابق متفق مع ما جاء في (ط. بدر ص ٨٨ ، الكوثري ص ٦٥ ، عبد الحميد ص ١٠٩).
(٣) الكلام من «وقال بعض البيهسية ... فهو مغفور» غير وارد في «الفرق».
(٤) جاء في بدر ص ٨٨ ، والكوثري ص ٦٥ ، وعبد الحميد ص ١٠٩ : «كل شراب حلال الأصل موضوع عمن سكر منه كل ما كان منه في السكر من ترك الصلاة ، والشتم لله عزوجل وليس فيه حد ولا كفر ما دام في سكره». وهنا الكلام يبدو اوضح.
(٥) لم تذكر الشمراخية ولا عبد الله بن شمراخ في «الفرق». ولكن البغدادي يقول في كتابه «الفرق بين الفرق» ط. بدر ص ٨٩ وط. الكوثري ص ٦٥ وط. عبد الحميد ص ١٠٩ :