تركّب واثنينية فضلا عن التصرّم والتجدّد ، لأنّ الأخير يستلزم القوة والنقص حتى يكتمل بتجدّده ، وبخروجه عن القوة إلى الفعلية وهذا ممّا ينافي بساطته الحقة ، إذ كلّ متدرّج ومتصرّم مركّب من حقيقة وأمر طارئ عليه مضافا إلى وقوعه في إطار الزمان والمكان.
الثاني : انّ كلّ ما يصدر عن البسيط فلا بدّ أن يصدر عن حاق ذاته وصرف وجوده، لعدم شائبة التركيب فيه حتى يصدر الشيء عن بعض الذات دون الآخر.
إذا عرفت هذين الأمرين :
فاعلم أنّ معنى ذلك هو امتناع صدور المتصرّمات والمتجدّدات عن ذاته بلا واسطة وإلّا يلزم التصرّم والتغيّر والتجدّد في هويته الوجوبية البسيطة ، لأنّ سبب الحادث حادث وسبب المتغيّر متغيّر ، وما ربما يقال : من أنّ المصحّح لصدور المتغيّرات والمتجدّدات المتكثّرة عن الذات البسيطة هو توسّط الإرادة بينه سبحانه وبين الصوادر ، غير تام.
لأنّ إرادته سبحانه بأيّ معنى فسّرت ، عين ذاته وليست زائدة على الذات ، لاستلزامه تصوّر وجود أكمل منه تعالى ، فما