التنبيه الخامس في استصحاب الامور غير القارة : ـ
الموجودات على قسمين : ـ
قارة ودفعية وهي التي يكون بقاؤها بوجود واحد مستمر كالطهارة والنجاسة وكزيد وعمرو.
وغير قارة وتدريجية وهي التي يكون بقاؤها بوجود تدريجي منصرم يتجدد شيئا فشيئا فلا يتحقق جزء منه الا بعد انعدام ما قبله وهو : ـ
أما ان يكون تدرجه بالذات وهو : ـ
الزمان كالليل والنهار واليوم وغيرها من أقسام الزمان.
وزماني كالحركة والقراءة وجريان الماء والدم والمشي والأكل وغيرها من الأفعال الزمانية التي يكون وجودها متصرما لا يتحقق جزء منه الا بعد انعدام ما قبله.
وإما أن يكون تدرجه وعدم قراره بالعرض بواسطة تقيده بأمر غير قار بالذات الا في نفسه يكون قارا كما لو أمره المولى بالإمساك طول النهار أو بالسكوت عند تكلم أبيه.
والظاهر هو صحة الاستصحاب في جميع ذلك فيصح استصحاب الليل والنهار والسنة واستصحاب سيلان دم الحيض وجريان الماء من المادة واستصحاب كون الامساك امساكا في النهار وكون الصمت صمتا عند قراءة القرآن بل واستصحاب سعة الزمن والوقت للعمل بمستحباته فاذا شك في كون الوقت بقي منه ما يسع الصلاة بوضوئها أو الغسل لها أو انه ضيق فيكون حكمه التيمم لها استصحب السعة وان أبيت فيصح منه ان يستصحب بقاء الوقت الى حين تمام العمل بشرائطه فيستصحب بقاء الوقت لصلاة الفجر بمقدماتها من وضوء أو غسل ويكون من الاستصحاب