عبارة عن وجودها منضمة بعضها لبعض فلو أحرز بعض أجزاء هذا المركب بالوجدان والبعض الآخر بالأصل ثبت المركب لانه ليس له حقيقة وراء ذلك كعنوان الحدوث فانه على القول بأن المركب من عدم سابقا ووجود متصل به لا حق فيمكن احراز وجوده باحراز بعض اجزائه بالأصل وبعضها بالوجدان كما لو شككنا في حدوث موت زيد يوم الخميس أو يوم الجمعة فنستصحب عدمه الى يوم الجمعة فيثبت حدوثه يوم الجمعة لانه إحراز وجوده فيه بالوجدان وأحرز عدم وجوده الى يوم الجمعة بالاستصحاب ومن هذا القبيل جعل أول يوم من الشهر هو يوم ثبوت الشهر.
إن قلت إن اتصال زمان الوجود بالعدم لا بد منه في تحقق الحدوث.
قلنا هو محرز أيضا بالوجدان لأن العدم يستصحب الى زمان الوجود فيكون العدم محرزا اتصاله بالوجود وبالوجدان وبهذا صح استصحاب بعض أجزاء الموضوعات المركبة للاحكام الشرعية لاحراز أجزائها الاخرى بالوجدان مثل أرث الولد لأبيه فان موضوعه مركب من موت الأب ومن حياة ولده فاذا أحرز أحدهما بالوجدان بأن مات الأب وشك في حياة الولد يستصحب حياة الولد لزمان ما بعد موت الأب ويثبت الارث للولد لثبوت أحد أجزاء موضوعه بالوجدان وهو موت الأب واستصحاب الجزء الآخر وهو حياة الولد الى موت الأب ومثال جواز تقليد المجتهد العادل فان موضوعه مركب من اجتهاد الشخص ومن عدالته فاذا أحرز شخص أحدهما بالوجدان والآخر بالأصل جاز تقليده وفي الحقيقة ان التركيب والانضمام بين الاجتهاد والعدالة يكون محرزا بالاستصحاب لأنك تستصحب أحدهما الذي كان منضمّا للآخر بوصف انضمامه له وبهذا يظهر لك صحة إثبات الموضوع بشرائطه