وكان يحسن عدة لغات كالتركية والفارسية والهندية وهي التي أجادها بحكم أسفاره ، ولم يكن يقتصر في نظمه على اللغة العربية بل كان ينظم باللغة الدارجة ، فقد روى السيد الامين في الاعيان وقبله الشرواني في الحديقة بيتاً على طريقة ( المواليا ) العراقي :
دموع عيني بما
تخفي الجوانح وشن |
|
وعلي غار الهوى
من كل جانب وشن |
وأنت يا من شحذ
أسياف لحظه وسن |
|
تروم قتلي بها
بالله بيّن إلي |
من جوّز القتل في شرع المحبة وسن
ترجم له السيد الامين في الاعيان وذكر جملة من أشعاره وقال : توفي في جبشيت من جبل عامل في حدود سنة ١١٧٩ وقد قارب السبعين ، وكان جده نور الدين هاجر إلى مكة فولد أبوه فيها وولد هو فيها أيضا. ذكره صاحب حديقة الأفراح فقال : فصيح ألبسه الله حلّة الكمال وبليغ نسج القريض على أبدع منوال.
وقال السيد عباس المكي في كتابه ( نزهة الجليس ) يصف رحلته :
فلما أسفر الصباح عن وجه الهنا والانشراح رابع ربيع الأول عام ألف ومائة وواحد وثلاثين من هجرة النبي المرسل ، توكلنا على الرب العلي ورحلنا من مشهد علي ، قاصدين زيارة الشهيد المبتلى المدفون بكربلا ، الحسين بن علي ومن معه من الشهداء الصابرين رضوان الله عليهم أجمعين ، ففي خامس الشهر المذكور أتينا على الموضع الذي يسمى بالخان الأخير ، ومررنا في طريقنا بقبر النبي ذي الكفل عليهالسلام فزرنا وبلغنا المرام ، وفي سادس الشهر دخلنا أرض الحائر مشهد الحسين الطاهر سلام الله عليه وعلى أخيه وعلى جده وأبيه وأمه وبنيه وسائر مواليه ومحبيه.
لله أيام مضت
بكربلا |
|
محروسة من كل
كرب وبلا |
بمشهد الطهر
الحسين ذي العلا |
|
ونسل خير الخلق
في كل الملا |
فحفّني بجوده
تفضّلا |
|
ونلتُ ما كنتُ
له مؤملا |