قال انها تورية جميلة تنبّه الأفكار إلى يوم الحسين عليهالسلام ، قلت إنه لم يقصد بقوله هذا إلا محبوبه ، لكن لشهرة يوم الحسين بن علي ولحادث كربلاء الذي هزّ العالم الاسلامي والذي أصبح شاهداً على الأيام وبارزاً بين حوادث العالم جاء به هذا الشاعر وغيره من الأدباء دليلاً وشاهداً ، وشاهدي على ذلك ما رواه البويني الحنبلي في ذيل مرآة الزمان ج ١ ص ٣٥٩ قال :
في السنة الثامنة والخمسين والستمائة في يوم الاثنين السابع والعشرين من جمادي الاولى طيف بدمشق برأس مقطوع مرفوع على رمح قصير معلق بشعره وهو في قطعة شبكة زعموا انه رأس الملك الكامل محمد بن الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب ميافارقين وتلك النواحي ودام في حصار الشام أكثر من سنة ونصف ولم يظهر عليهم الى ان فنى أهل البلد لفناء زادهم فوجد مع من بقي من أصحابه موتى أو مرضى فقطع رأسه وطيف به البلاد ثم علق على باب الفراديس الخارج فقال قائل في ذلك :
ابن غاز غزا
وجاهد قوماً |
|
أثخنوا في
العراق والمشرقين |
ظاهراً غالباً
ومات شهيداً |
|
بعد صبر عليهم
عامين |
لم يشنه ان طيف
بالراس منه |
|
فله أسوة برأس
الحسين |
وافق السبط في
الشهادة والحمل |
|
لقد حاز أجره
مرتين |
جمع الله حسن
زين الشهيدين |
|
على فتح تينك
القلعتين |
ثم واروا في
مشهد الرأس ذاك |
|
الرأس فاستعجبوا
من الحالين |
وارتجوا انه
يجيء لدى البعث |
|
رفيق الحسين في
الجنتين |
ثم وقع الاتفاق العجيب ان دفن في مسجد الراس داخل باب الفراديس في المحراب في أصل الجدار وغربي المحراب في طاقة يقال ان رأس الحسين دفن بها.