وقد بدأت الآيات بالحثّ والتحريض على اقتحام العقبة ، ثمّ استفهم عنها في أسلوب يراد به التفخيم والتهويل ، ثم أجاب بأنها فك رقبة ، وهي عتق العبد أو الإعانة على عتقه ، والمشاركة في نقله من عالم الأرقّاء الى عالم الأحرار.
[الآية ١٤] : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) (١٤) أو إطعام في أيام عوز ومجاعة.
[الآية ١٥] : (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) (١٥) : إطعام يتيم في يوم المجاعة.
[الآية ١٦] : (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) (١٦) أو إطعام مسكين عاجز عن الكسب ، لصقت بطنه بالتراب من شدة فقره.
[الآية ١٧] : (ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (١٧) ، أي جمع الى الصفات المتقدّمة الإيمان الصادق ، والصبر الجميل وحثّ الناس عليه والوصية به ، والتواصي بالرحمة والعطف.
ونلحظ أن التواصي بالصبر أمر زائد على الصبر ، ومعناه إشاعة الثبات واليقين والطمأنينة بين المؤمنين. وكذلك التواصي بالمرحمة ، فهو أمر زائد على المرحمة ، ويتمثّل في إشاعة الشعور بواجب التراحم ، في صفوف الجماعة ، من طريق التواصي به ، والتحاض عليه ، واتّخاذه واجبا جماعيا فرديا في الوقت ذاته ، يتعارف عليه الجميع ، ويتعاون عليه الجميع. فمعنى الجماعة قائم في هذا التوجيه ، لأنّ الإسلام دين جماعة ، ومنهج أمة ، مع وضوح التبعة الفردية والحساب الفردي فيه وضوحا كاملا.
[الآية ١٨] : (أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) (١٨) أولئك الذين يقتحمون العقبة ، كما وصفها القرآن وحدّدها ، هم أصحاب الميمنة ، وأهل الحظ والسعادة ، وهم أصحاب اليمين الفائزون.
[الآية ١٩] : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا) وجحدوا دلائل قدرتنا ، وأنكروا آيات الله العظام ، من بعث وحساب ، ونشور وجزاء ، وكذّبوا بآيات القرآن (هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ) (١٩) هم أصحاب الشمال ، أو هم أصحاب الشؤم والنحس والخسران.
[الآية ٢٠] : (عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) (٢٠) يصلون نارا مطبقة عليهم ، ومغلقة أبوابها لا يستطيعون الفرار منها ،