[الآية ٢٦] : ثم يسألهم مستنكرا : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) (٢٦)؟ أي : فأيّ سبيل تسلكونها ، وقد سدّت عليكم السبل ، وأحاط بكم الحق من جميع جوانبكم ، وبطلت مفترياتكم فلم يبق لكم سبيل تستطيعون الهرب منها.
[الآية ٢٧] : ثم بيّن حقيقة القرآن ، فقال : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (٢٧) ، أي ليس القرآن إلّا عظة للخلق كافّة ، يتذكّرون بها ما غرز في طباعهم من حبّ الخير ، وهو ذكر يستحضرهم حقيقة نشأتهم ، وحقيقة وجودهم ، وحقيقة الكون من حولهم ، وهو أعظم عظة للعالمين جميعا.
[الآيتان ٢٨ و ٢٩] : وإنّ على مشيئة المكلّف تتوقّف الهداية ، فمن أراد الحق واتّجه بقلبه إلى الطريق القويم ، هداه الله إليه ويسّر له أمره ، وأمدّه بالعون والتوفيق. وبذلك يستقرّ في قلب كل إنسان ، أنّ مشيئته طرف وخيط ، راجع في أصله إلى مشيئة الله الكبرى ، وإرادته المطلقة ، فليلجأ كل إنسان إلى ساحة مولاه ، وإلى عناية خالقه ، فعنده سبحانه العون والتوفيق ، والهدى والسداد : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٢٩).
موضوعات السورة
١ ـ وصف أهوال القيامة.
٢ ـ القسم بالنجوم وبالليل وبالصبح ، على أنّ القرآن منزل من عند الله ، بواسطة ملائكته.
٣ ـ إثبات نبوّة محمد (ص).
٤ ـ بيان أن القرآن عظة وذكر ، لمن أراد الهداية.
٥ ـ مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله ، وليس لها استقلال بالعمل.