إنّما يدلّ عليه مع التمكّن.
ومعنى التمكّن القدرة على الاتيان به مستجمعا للشرائط جازما بوجهه من الوجوب والندب حين الفعل ، أمّا مع العجز عن ذلك فهو المتعيّن للسقوط دون الشرط المجهول الذي أوجب العجز عن الجزم بالنيّة.
والسرّ في تعيينه للسقوط هو أنّه إنّما لوحظ اعتباره في الفعل المستجمع للشرائط ، وليس اشتراطه
______________________________________________________
وعليه : فانّ العقلاء بنوا على ان أوامر الموالي لا تتحقق اطاعتها الّا باتيانها مع الجزم بالنية لكن (إنّما يدلّ عليه) اي : على وجوب مقارنة العمل بقصد الوجه والجزم به (مع التمكّن) من قصد الوجه كذلك (ومعنى التمكّن : القدرة على الاتيان به) اي بالعمل (مستجمعا للشرائط جازما بوجهه من الوجوب والندب حين الفعل) فيأتي الانسان بالعمل الجامع للشرائط بهذا القصد جازما.
و (أمّا مع العجز عن ذلك) اي : عن الاتيان بالعمل مستجمعا للشرائط مع الجزم بالنية ، وذلك لدورانه بين أن يأتي به مستجمعا للشرائط دون الجزم بالنية ، أو ياتي به جازما بالنية دون الشرائط ، ففي هذه الصورة يقدّم وجوب استجماع الشرائط على الجزم بالنية فيتعيّن سقوط الجزم بالنيّة ، كما قال :
(فهو المتعيّن للسقوط) اي : شرط الجزم بالنية (دون الشرط المجهول الذي أوجب العجز عن الجزم بالنيّة) فلا تسقط الطهارة ، وانّما يسقط الجزم بالنية ، فيأتي بصلاتين في الثوبين وان لم يجزم حين الاتيان بكل صلاة انّها هي الواجبة.
(والسرّ في تعيينه) اي : تعيين الجزم بالنية (للسقوط هو : انّه) اي : الجزم بالنية (إنّما لوحظ اعتباره في الفعل المستجمع للشرائط) بمعنى : انّ مرحلة الجزم بالنية بعد مرحلة استجماع الفعل للشرائط (وليس اشتراطه) أي : اشتراط الجزم