كان المستصحب ، وهو الاشتغال المعلوم سابقا ، غير متيقن إلّا بالنسبة إلى الأقل ، وقد ارتفع باتيانه ، واحتمال بقاء الاشتغال حينئذ من جهة الأكثر منفي بحكم هذه الأخبار.
وبالجملة : فما ذكره من حكومة أدلة الاشتغال على هذه الأخبار ضعيف جدا ، نظرا إلى ما تقدّم.
وأضعف من ذلك أنّه رحمهالله عدل من أجل هذه الحكومة التي زعمها لأدلة الاحتياط على هذه
______________________________________________________
(كان المستصحب ، وهو الاشتغال المعلوم سابقا ، غير متيقن إلّا بالنسبة إلى الأقل) فيكون الأقل من أول الأمر هو الواجب فقط لتعيّن الاشتغال به (وقد ارتفع باتيانه) فلا اشتغال حتى يستصحب (و) ان قلت : بعد الاتيان بالأقل يحتمل بقاء الاشتغال بالأكثر ، لاحتمال وجوبه ، فيلزم الاتيان بالأكثر.
قلت : (احتمال بقاء الاشتغال حينئذ) أي : بعد الاتيان بالأقل اشتغالا (من جهة الأكثر ، منفي) من أول الأمر (بحكم هذه الأخبار) الدالة على البراءة.
(وبالجملة : فما ذكره) صاحب الفصول : (من حكومة أدلة الاشتغال على هذه الأخبار) الدالة على البراءة (ضعيف جدا ، نظرا إلى ما تقدّم) : من ان الأمر بالعكس وهو : ان أدلة البراءة حاكمة على أدلة الاشتغال.
(وأضعف من ذلك) الذي ذكره : من حكومة دليل الاشتغال على أخبار البراءة (انّه رحمهالله عدل من أجل هذه الحكومة التي زعمها لأدلة الاحتياط على هذه
__________________
ـ ج ١٥ ص ٣٦٩ ب ٥٦ ح ٢٠٧٦٩.