له ، الذي هو عبارة عن ملاحظة عدّة الأجزاء غير مرتبطة في نفسها شيئا واحدا ، ومرجعها إلى أصالة عدم ملاحظة هذا الشيء مع المركب المأمور به شيئا واحدا ، فانّ الماهيّات المركّبة لمّا كان تركّبها جعليّا حاصلا بالاعتبار ، وإلّا فهي أجزاء لا ارتباط بينها في أنفسها ولا وحدة يجمعها إلّا باعتبار معتبر ،
______________________________________________________
أي : عند اختراع الشارع ـ مثلا ـ (له) أي : لهذا المركب (الذي هو عبارة عن ملاحظة عدّة الأجزاء غير المرتبطة في نفسها شيئا واحدا) فالشارع جعل الصلاة ـ مثلا ـ عبارة عن عدة أجزاء : من تكبيرة الأحرام إلى السلام ، وهي أمور غير مرتبطة بعضها ببعض ، فالتكبيرة والقراءة ، والركوع والسجود ، والتشهد والسلام ، وما أشبه ذلك» امور متفرقة قد اعتبرها الشارع شيئا واحدا.
(و) هذه الأصالة يكون (مرجعها إلى أصالة عدم ملاحظة هذا الشيء مع المركب المأمور به شيئا واحدا) إذ من الواضح : ان الملاحظة شيء مسبوق بالعدم ، ونحن نعلم بملاحظة تسعة أشياء ولا نعلم ملاحظة الشيء العاشر بل نشك فيه ، والأصل هو عدم ملاحظته.
وعليه : (فانّ الماهيّات المركّبة) بجعل الشارع كأجزاء العبادات ونحوها (لمّا كان تركّبها جعليّا حاصلا بالاعتبار ، وإلّا) بأن لم يحصل فيها تركيب اعتباري (فهي أجزاء) متفرقة متشتتة (لا ارتباط بينها في أنفسها ، ولا وحدة يجمعها إلّا باعتبار معتبر) وهذا هو حال كل المركبات الاعتبارية التي ليس لها مدخلية في واقع الأمر ، فانّ المركب قد يكون مركبا واقعيا كأجزاء الدواء المسبّب للصحة ، وقد يكون مركبا اعتباريا كأجزاء اعتبارية جمعها المعتبر فجعلها شيئا واحدا مؤثرا أثر كذا.