كما أنّها حاكمة على تلك الاصول الجارية في المسألة الفرعية ؛ لأنّ مؤداها بيان حجية أحد المتعارضين كمؤدّى أدلة حجّية الاخبار ، فهي دلالة على مسألة اصولية ، وليس مضمونها حكما عمليّا صرفا ، ومن المعلوم حكومتها
______________________________________________________
وإنّما يجري هذا الأصل اللفظي في الاصول لانه يثبت كون المطلق دليلا وحجة ، ومسألة الحجية وعدم الحجية من المسائل الاصولية لا الفرعية ، ومع ذلك فان أخبار التخيير تكون حاكمة عليه (كما أنّها) أي : اخبار التخيير كانت (حاكمة على تلك الاصول) العملية (الجارية في المسألة الفرعية) فان الاصول العملية تجري عند الشك في الفروع كحلية وحرمة شرب التتن ـ مثلا ـ ووجوب وعدم وجوب الدعاء عند رؤية الهلال ، وما أشبه ذلك من المسائل الفرعية التي لا دليل عليها.
والحاصل : إنّ أخبار التخيير حاكمة على الاصول العملية والاصول اللفظية معا ، فتكون أخبار التخيير مقدّمة على المطلقات ، لا ان المطلقات مقدّمة على أخبار التخيير.
وإنما تكون أخبار التخيير مقدمة على المطلقات (لأنّ مؤداها) أي : مؤدى أخبار التخيير (بيان حجية أحد المتعارضين) فيكون مؤدّاها (كمؤدّى أدلة حجّية الاخبار) وكما ان ما دلّ على حجية الخبر الواحد يكون مقدّما على المطلق ، ولذا يقيّدون المطلق بالخبر الواحد ، كذلك ما دل على التخيير يكون مقدّما على المطلق ، فاذا كان مطلق وكان خبران متعارضان يقدّمون التخيير بين الخبرين على ذلك المطلق.
إذن : (فهي) أي : اخبار التخيير يكون لمؤدّاها (دلالة على مسألة اصولية) لانها تثبت حجية أحد الخبرين ، واثبات الحجية وعدم الحجية مسألة اصولية ، فليست أخبار التخيير مسألة فرعية بحتة (وليس مضمونها حكما عمليّا صرفا) حتى يقدّم المطلق عليها (ومن المعلوم : حكومتها) أي : حكومة أخبار التخيير