ما في الأرض! فما علمت فيه ميتة فلا تاكله ، وما لم تعلم فاشتر وبع وكل ، والله اني لأعترض السّوق وأشتري اللحم والسّمن والجبن ، والله ما أظن كلّهم يسمّون ، هذه البريّة وهذه السّودان» ، الخبر.
فانّ قوله : «أمن أجل مكان واحد» الخبر ، ظاهر في انّ مجرّد العلم بوجود الحرام لا يوجب الاجتناب عن محتملاته.
وكذا قوله عليهالسلام : «والله ما أظنّ كلّهم يسمّون» فانّ الظاهر
______________________________________________________
ما في الأرض؟) ممّا معناه : انه لا أثر للعلم الاجمالي المذكور في التحريم ، بل (فما علمت) تفصيلا ان (فيه ميتة فلا تأكله ، وما لم تعلم فاشتر وبع وكل).
ثم انّ الامام عليهالسلام أكّد قوله ذلك بسيرته عليها حيث قال : (والله اني لأعترض السّوق) اي : ادخل السوق (وأشتري اللحم والسّمن والجبنّ والله ما أظن كلّهم يسمّون) حتى مثل (هذه البرّيّة) الذين يسكنون البراري بعيدا عن العلم والعلماء ، فلا يعرفون الأحكام ولا يبالون بها اذا عرفوها (وهذه السّودان) (١) الذين يعيشون في الصحاري تحت وهج الشمس حتى اسودّت وجوههم منها ، فبقوا لا يعلمون الآجام ولا يلتزمون بها ، الى آخر (الخبر).
وعليه : (فانّ قوله) عليهالسلام : («أمن أجل مكان واحد») الى آخر (الخبر ، ظاهر في انّ مجرّد العلم) الاجمالي (بوجود الحرام) في امور كثيرة غير محصورة (لا يوجب الاجتناب عن محتملاته) اي : عن محتملات ذلك العلم الاجمالي الكثير الاطراف.
(وكذا قوله عليهالسلام : «والله ما أظنّ كلّهم يسمّون») ظاهر في ذلك (فانّ الظاهر
__________________
(١) ـ المحاسن : ص ٤٩٥ ح ٥٩٧ ، وسائل الشيعة : ج ٢٥ ص ١١٩ ب ٦١ ح ٣١٣٨٠ (بالمعنى).