وكذلك بين قذف أحد الشخصين لا بعينه وبين قذف واحد من أهل بلد ، فانّ الشخصين كلاهما يتأثران بالأوّل ولا يتأثر احد من أهل البلد بالثاني.
وكذا الحال لو أخبر شخص بموت الشخص المردّد بين ولده وشخص واحد ، وبموت المردّد بين ولده وبين كلّ واحد من اهل بلده ، فانّه لا يضطرب خاطره في الثاني أصلا.
وإن شئت قلت : إنّ ارتكاب المحتمل في الشبهة غير المحصورة لا يكون
______________________________________________________
إناء) حيث ان احتمال السم فيها ضعيف جدا بحيث لا يعتني به العقلاء.
(وكذلك بين قذف أحد الشخصين لا بعينه) بأن قال : أحد ذينك الرجلين زان (وبين قذف واحد من أهل بلد) بأن قال واحد من أهالي البلد الفلاني زان (فانّ الشخصين كلاهما يتأثران بالأوّل) لقوة احتمال ان يكون هو الزاني في نظر العرف (ولا يتأثر احد من أهل البلد بالثاني) لانّ احتمال انطباق الزّنا على كل واحد واحد من مليون انسان ـ مثلا ـ ضعيف جدا.
(وكذا الحال لو اخبر شخص بموت الشخص المردّد بين ولده وشخص واحد) فانّه يتأثر كثيرا (وبموت المردّد بين ولده وبين كلّ واحد من أهل بلده ، فانّه لا يضطرب خاطره في الثاني أصلا) لضعف الاحتمال فيه.
ولهذا نرى العقلاء يسافرون بوسائل النقل الحديثة مع انه يحدث لواحد من كل الف منها حادث اصطدام ـ مثلا ـ ونرى العقلاء يأكلون الجبن مع انّه ما من يوم الّا وبعض الناس يتسممون بسبب أكل الجبن ، الى غير ذلك من الأمثلة الدالة على ان العقلاء لا يعتنون بالضرر المحتمل اذا كان الاحتمال ضعيفا جدا ، وذلك بأن كان الضار غير منحصر ممّا يسمّى بالشبهة غير المحصورة.
(وان شئت قلت : انّ ارتكاب المحتمل في الشبهة غير المحصورة لا يكون