عند العقلاء ، إلّا كارتكاب الشبهة غير المقرونة بالعلم الاجمالي.
وكأنّ ما ذكره الامام عليهالسلام في الرواية المتقدّمة من قوله «أمن أجل مكان واحد» الخبر بناء على الاستدلال به اشارة الى هذا المعنى ، حيث انّه جعل كون حرمة الجبن في مكان واحد منشئا لحرمة جميع محتملاته غير المحصورة من المنكرات المعلومة عند العقلاء التي لا ينبغي للمخاطب ان يقبله ،
______________________________________________________
عند العقلاء إلّا كارتكاب الشبهة غير المقرونة بالعلم الاجمالي) اي الشبهة البدوية ، فانّ احتمال الضرر في الشبهتين عند العقلاء بمنزلة واحدة في عدم الاعتناء بأيّ منهما.
(وكأنّ ما ذكره الامام عليهالسلام في الرواية المتقدّمة) في أكل الجبن (من قوله) عليهالسلام : (أمن أجل مكان واحد) (١) الى آخر (الخبر؟ بناء على الاستدلال به) اي : بهذا الحديث للشبهة غير المحصورة الاستدلال به ـ على ما تقدّم ـ للشبهة البدوية ، فانه بناء على ذلك يكون ما في الرواية تلك (اشارة الى هذا المعنى) الذي ذكرناه : من عدم اعتناء العقلاء بالشبهة اذا كانت الاطراف فيها غير محصورة.
وإنّما يكون فيها اشارة اليه ، لانه كما قال : (حيث انّه) اي : الامام عليهالسلام بسبب استفهامه الانكاري (جعل كون حرمة الجبن في مكان واحد منشئا لحرمة جميع محتملاته غير المحصورة) جعلها (من المنكرات المعلومة) والمسلّمة (عند العقلاء) ومن المنكرات (التي لا ينبغي للمخاطب) وهو السائل (ان يقبله) اي : بأن يقبل مثل هذا المنكر حتى يسأل عنه.
__________________
(١) ـ المحاسن : ص ٤٩٥ ح ٥٩٧ ، وسائل الشيعة : ج ٢٥ ص ١١٩ ب ٦١ ح ٣١٣٨٠ (بالمعنى).