لقد وقفوا في
ذلك اليوم موقفاً |
|
إلى الحشر لا
يزداد إلا معاليا |
هم الراضعون
الحرب اول ـا |
|
ولا حلم يرضعن
إلا العواليا |
بكل ابن هيجاء
تربى بحجرها |
|
عليه ابوه السيف
لا زال حانيا |
طويل نجاد السيف
فالدرع لم يكن |
|
ليلبسه إلا من
الصبر ضافيا |
يرى السمر يحملن
المنايا شوارعاً |
|
إلى صدره ان قد
حملن الأمانيا |
هم القوم اقمار
الندي وجوههم |
|
يُضئن من الآفاق
ما كان داجيا |
مناجيد طلاعين
كل ثنية |
|
يبيت عليها
مُلبد الحتف جاثيا |
ولم تدر ان شدوا
الحبا احباهم |
|
ضمّن رجالاً أم
جبالاً رواسيا |
قال : ثم أوصى أن تكتب وتوضع معه في كفنه ترجم له الكثير وقرضوا شعره إذ هو الشاعر الذي لم يزل يحتفظ بمكانته السامية في نفوس الشعراء والعلماء والادباء ولم تضعضع الأيام ولا مرّ السنين من رفعته وجلالته وتقديره ، وما رأيت شاعراً من شعراء الحسين عليهالسلام تتذوقه النفوس وتهوى تكرار قصائده كالسيد حيدر في جميع الأقطار الشيعية فهو مضرب المثل في هذه الصناعة. قال الزركلي في ( الاعلام ) : السيد حيدر شاعر أهل البيت في العراق أديب إمامي شعره حسن ، وكان مترفعاً عن المدح والاستجداء موصوفاً بالسخاء له ديوان شعر سماه ( الدر اليتيم ) وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين عليهالسلام وترجم له الخطيب الأديب الشيخ اليعقوبي في البابليات فقال : ولد رحمهالله في الحلة ليلة النصف من شعبان سنة ١٢٤٦ ه ومات أبوه سنة ١٢٤٧ فاقترن السيد مهدي ـ عم المترجم له ـ بزوجة اخيه السيد سليمان وعمر ولدها حيدر أقل من عامين فنشأ في حجر عمه وربيب نعمته وخريج مدرسته ، قال : وقد وقفت يوم كنت في الحلة على نسخ كثيرة من قصائد عمه ورسائله النثرية التي كان يبعث بها لآل كبة وغيرهم وهي بخطة المترجم له وفي آخرها يقول : وحضر كاتب الحروف ولدنا حيدر يهديكم عاطر التحيات.