قال الشيخ اليعقوبي : وحدثني المغفور له السيد هادي القزويني أن عمه السيد ميرزا جعفر كان يقترح على خطيب الذكرى الحسينية في المحفل الذي يعقده بداره في الحلة طيلة العشرة الاولى في المحرم أن لا ينشده غير المراثي الحيدرية ، ومجموع قصائد السيد حيدر الحسينية (٢٣) عدا المقاطيع وكلها من الشعر المختار ، وقد جمعت وطبعت مستقلة عن ديوانه غير مرة في الهند والنجف وقد أحجم عن مجاراته فيها كثير من الشعراء المعاصرين له والمتأخرين عنه.
وأنبأني الأديب الحاج عبد المجيد الشهير ب ( العطار ) قال : دخلت على السيد يوماً وطلبتُ منه قصيدته النونية التي مطلعها :
إن ضاع وترك
يابن حامي الدين |
|
لا قال سيفك
للمنايا كوني |
فاستدعى بمحفظة خشبية أخرج منها أكثر من ثمان نسخ من القصيدة نفسها ، وكل واحدة تختلف عن سابقتها في التقديم والتأخير والتنسيق حتى دفع إلي آخر نسخة كان قد أعاد النظر في تهذيبها وهي التي ارتضاها بعد إجهاد الفكر ، والى مراثيه هذه أشار المجاهد السيد السعيد الحبوبي بقوله في قصيدته التي رثاه فيها وهي أبلغ قصيدة رثي بها المترجم له :
أجوهرة الدنيا
التي قد تزينت |
|
به واكتست من
بشره اللمعانا |
فمن للقوافي
الغر بعدك حيدرٌ |
|
يساجل فيها
دائنا ومدانا |
فكم لك إذ تدعو
ابن أحمد ندبة |
|
تزلزل رضوى أو
تزيل أبانا |
أطلتَ ولم تملل
بكاك عليهم |
|
فطال ولم نملل
عليك بكانا |
ولا تظن أن إبداعه يقتصر على مراثي أهل البيت عليهمالسلام فإن شعره في شتى النواحي مزدان بالإبداع مرصوص الجوانب كالسلاسل الذهبية فاستمع إلى قطعة من قصيدته التي قالها في رثاء الميرزا جعفر القزويني والتي مطلعها :
قد خططنا
للمعالي مضجعا |
|
ودفنّا الدين
والدنيا معا |
عقدنا للمساعي
مأتما |
|
ونعينا الفخر
فيه أجمعا |