كأن اخاه السيف
أُعطي صبره |
|
فلم يبرح
الهيجاء حتى تكسرا |
له الله مفطور
من الصبر قلبه |
|
ولوكان من صم
الصفا لتفطرا |
ومنعطفاً اهوى
لتقبيل طفله |
|
فقبل منه قبله
السهم منحرا |
لقد ولدا في
ساعة هو والردى |
|
ومن قبله في
نحره السهم كبرا |
وفي السبي مما
يصطفي الخدر نسوة |
|
يعز على فتيانها
أن تسيرا |
حمت خدرها يقضى
وودت بنومها |
|
ترد عليه جفنها
لاعلى الكرى |
مشى الدهر يوم
الطف أعمى فلم يدع |
|
عماداً لها إلا
وفيه تعثرا |
وجشمها المسرى
ببيداء قفرة |
|
ولم تدر قبل
الطف ما البيد والسرى |
ولم تر حتى
عينها ظل شخصها |
|
إلى أن بدت في
الغاضرية حسرى |
فاضحت ولا من
قومها ذو حفيظة |
|
يقوم وراء الخدر
عنها مشمرا |
ولد السيد حيدر في الحلة وينتهي نسبه الى الامام أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ـ كان مولده (١٥) شعبان سنة ١٢٤٦ ه الموافق سنة ( ١٨٣٠ م ) وقبل أن يكمل عامه الثاني من عمره فقد والده فعاش يتيماً وتولى تربيته عمه السيد مهدي وكانت وفاته بالحلة يوم التاسع من ربيع الثاني وحمل إلى النجف فدفن في الصحن الشريف امام الرأس الشريف. كان شاعراً مجيداً من أشهر شعراء العراق أديباً ناثراً جيد الخط نظم فأكثر ولا سيما في رثاء الحسين عليهالسلام فقد حلّق ، بالرغم من أن معاصريه من فحول الشعراء وأكابر الادباء فقد فاقهم حتى اعترفوا له بالفضل. قال السيد في الاعيان : وكان لغوياً عارفاً بالعربية شهماً أديباً ، وقوراً تقياً عليه سمات العلماء الأبرار كثير العبادة والنوافل كريم الطبع. في الطليعة اخبرني السيد حيدر الحلي قال رأيت في المنام فاطمة الزهراء عليهاالسلام فأتيت اليها مسلماً عليها مقبّلا يديها فالتفتت إلي وقالت :
أناعيَ قتلى
الطف لا زلتَ ناعيا |
|
تهيج على طول
الليالي البواكيا |