والكرم ، والبخل ، فإن كل واحدة من هذه الصفات لا يحتاج إلى طرف بحسب الخارج.
وحينئذ يقال : إنّ الصفات النفسانية ذات الإضافة ، ليست الإضافة فيها إلى المحبوب والمقدور وغيره ، إضافة زائدة على ذاتها ، بل هي إضافة مستبطنة في حاق ذاتها وجوهرها ، إذ لو كانت إضافة العلم إلى المعلوم ، وهكذا الحب إلى المحبوب ، زائدة على ذات الحب ، وطارئة عليه ، إذن كان حالها حال زيادة البياض على الجسم ، ولازم ذلك أنه كما يمكن أن نتعقّل الجسم كما هو هو في مرتبة ذاته ، في المرتبة السابقة على طرو البياض عليه ، فكذلك هنا يمكن أن نتعقل الحب في مرتبة ذاته من دون إضافته إلى محبوب ، لأن هذه الإضافة طارئة ومتأخرة عن مرتبة ذات الحب ، بينما هذا غير معقول بالوجدان ، فإن الحب في أي مرتبة تصوّرناه ، لا بدّ له من محبوب ، ولا العلم ، ولا الاعتبار أيضا في أي مرتبة دون إضافة معلوم له ، فإن هذا بخلاف الجسم والبياض فإنه يمكن تصوره بحد نفسه من دون إضافة إلى البياض أو السواد ، وهذا يبرهن أن إضافة العلم إلى المعلوم ، والاعتبار إلى المعتبر ، ليست إضافة زائدة على الذات وإلّا لزم ما تقدّم ، إذن فهذه الإضافة مقومة لذات الحب ، ولذات العلم والاعتبار في مرتبة ذوات هذه الأشياء.
وحينئذ إذا كانت هذه الإضافة ثابتة في مرتبة ذات الحكم ، فهي لا تخلو من إحدى حالتين : فإمّا أن تكون هذه الإضافة ثابتة بلا طرفها المضاف إليه ، وهو أمر غير معقول ، لأن الإضافة نسبة تتقدم بالطرفين ، إذن فلا بدّ أن تكون ثابتة مع طرفها المضاف إليه ، وهو الحالة الثانية ، إذن فتكون الإضافة إلى المحبوب ثابتة في مرتبة ذات الحب ، وكذلك المحبوب ، فإنه ثابت في نفس المرتبة وهذا معناه ، إنّ متعلق الحب والمحبوب بالذات ، كما متعلق العلم والمعلوم بالذات ، هو نفس الصورة والمفهوم الثابت في أفق نفس العلم ، وأفق نفس الحب ، وهذا هو المسمّى بالمعلوم بالذات والمحبوب بالذات ، لأنه هو طرف الإضافة حقيقة ، وهو متعلق الحب في الحب ، ومتعلق العلم في