(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) أي إقامتها. أي متى يقيمها الله ويكوّنها.
قال الناصر : وفيه إشعار بثقل اليوم كقوله : (وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً) [الإنسان : ٢٧] ، ألا تراهم لا يستعملون الإرساء إلا فيما له ثقل ، كمرسى السفينة وإرساء الجبال (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) أي في أي شيء أنت من ذكر ساعتها لهم. أي ليس إليك ذكرها لأنها من الغيوب ، فلا معنى لسؤالهم إياك عنها. ولذا قال : (إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) أي منتهى علمها (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها) أي ما بعثت إلا لإنذار من يخاف حسابها ، وعقاب الله على إجرامه. ولم تكلف علم وقت قيامها (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها) أي كأن هؤلاء المكذبين بها ، وبما فيها من الجزاء والحساب ، يوم يشاهدون وقوعها ، من عظيم هولها ، لم يلبثوا في الدنيا أو في القبور إلا ساعة من نهار ، بمقدار عشية أو ضحاها. وإضافة الضحى إلى العشية ، لما بينهما من الملابسة ، لاجتماعهما في يوم واحد.