تفسير القاسمي [ ج ٩ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تفسير القاسمي

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

بسم الله الرّحمن الرّحيم

سورة الفجر

مكية. وآيها تسع عشرة روى النسائي (١) عن جابر قال : صلى معاذ صلاة. فجاء رجل فصلى معه ، فطول. فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف. فبلغ ذلك معاذا ، فقال : منافق. فذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأل الفتى فقال : يا رسول الله! حيث أصلي معه يطول عليّ. فانصرفت وصليت في ناحية المسجد فعلفت ناقة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أفتانا يا معاذ؟ أين أنت من سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والفجر والليل إذا يغشى؟

القول في تأويل قوله تعالى :

(وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (٥)

(وَالْفَجْرِ) أي الصبح كقوله تعالى : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) [التكوير : ١٨] ، أقسم تعالى بآياته ، لما يحصل به من انقضاء الليل وظهور الضّوء وانتشار الناس وسائر الحيوانات ، لطلب الأرزاق. وذلك مشاكل لنشور الموتى من قبورهم. وفيه عبرة لمن تأمل (وَلَيالٍ عَشْرٍ) هي ، على قول ابن عباس ومجاهد ، عشر ذي الحجة ، لأنها أيام الاهتمام بنسك الحج. وفي البخاري (٢) عن ابن عباس مرفوعا : ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام يعني عشر ذي الحجة.

وحكى ابن جرير : أنه قيل عني بها عشر المحرم. والرازي ، قولا أنها العشر الأواخر من رمضان ، لما فيه من ليلة القدر ، ولما صح (٣) أنه صلوات الله عليه كان إذا

__________________

(١) أخرجه في : الافتتاح ، ٦٣ ـ باب القراءة في المغرب بسبح اسم ربك الأعلى.

(٢) أخرجه الترمذي في : الصوم ، ٥٢ ـ باب ما جاء في العمل في أيام العشر ، حديث رقم ٧٥٧.

(٣) أخرجه البخاري في : فضل ليلة القدر ، ٥ ـ باب العمل في العشر الأواخر من رمضان ، حديث رقم ١٠٢٧ ، عن عائشة.