قاعدة قبح العقاب بلا بيان على المشهور ، فالمكلّف مرخّص في الإتيان بالصلاة وتركها.
الاستدلال على الاحتياط بدليل عقلي
علم ممّا تقدم أنّ البراءة مجرى للشبهات الحكمية في موارد الشكوك البدوية ، والكلام الى هنا كان في ذلك.
لا يقال : إنّ الشبهات الحكمية من المشكوكات المقترنة بالعلم الإجماليّ بوجود أحكام كثيرة غير معيّنة في الشريعة المقدسة ـ بعد إكمال الدين ـ اختفيت على الناس مصادرها ومخارجها من الأدلّة والأمارات بظلم الظلمة وغصب الغصبة ، فهي ليست من الشكوك الابتدائية الساذجة البسيطة ، ولا يمكن إجراء البراءة حينئذ.
وهذا هو الدليل الآخر على الوجوب الاحتياط في الشبهات الحكميّة التحريمية الموسوم بالدليل العقلي (١) ، جائيا من قبل العلم الإجماليّ بوجود تكاليف محرّمة فقدت أدلّتها عن نظر المتشرّعة.
__________________
(١) لم نتعرّض لأدلّة الاحتياطيّين غير شيء من السنّة ، وهذا الدليل العقليّ ـ مع أنّهم تمسّكوا لإثبات غرضهم بآيات قرآنية أيضا ـ لكن لمّا كان تقريب دلالتها عليه موهونا جدّا ، صفحنا عن ذكرها وتعرّض الجواب عنها ، وإن أردت فعليك بالكتب المطوّلة الاصوليّة.